لأول مرة... امتحانات الثانوية العامة في فلسطين دون طلبة قطاع غزة

تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في تدمير التعليم، إذ دمرت المدارس والجامعات.
Sputnik
وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قد أعلنت أن 286 مدرسة حكومية و65 مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 111 منها لأضرار بالغة، و40 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 57 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب، كما تم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة.
ويعاني معظم الطلبة في قطاع غزة من صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة، وقد أضاعت الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 9 أشهر، عاما دراسيا كاملا على طلاب المدارس والجامعات، خصوصا طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) في القطاع.
39 ألف طالب حرموا من الامتحانات الثانوية.

وكان 625 ألف طالب قد توجهوا إلى مقاعد الدراسة بداية العام الدراسي (2023-2024)، حيث بات هؤلاء محرومين من الغذاء والأمان والصحة والتعليم، وتحولت مدارسهم إلى ركام باستهدافها أو مراكز إيواء، ووفق وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، فإن عدد المسجلين لامتحان الثانوية العامة من طلبة قطاع غزة بلغ 1000 طالب فقط، من أصل نحو 40 ألف طالب ثانوية.

وقال مازن جرار، مدير عام التربية والتعليم في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية، لوكالة "سبوتنيك": "في قطاع غزة، هناك 14 ألف جريح، وقرابة 9 آلاف شهيد من الطلبة، وفي الضفة الغربية استشهد 67 طالبا، وقد حرم 39 ألف طالب في القطاع من الامتحانات الثانوية هذا العام، وقرابة 1000 طالب استطاعوا التقدم لهذا الامتحان، وحُرم الطلبة في سجون الاحتلال من التقدم للامتحانات أيضا، وأما في الضفة الغربية فقد تقدم قرابة 50 ألف طالب وطالبة للامتحان".
امتحانات الثانوية العامة في فلسطين بدون طلبة غزة
تدمير التعليم
دمرت القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، قرابة 110 مدارس وجامعة بشكل كلي، و321 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، أما في الضفة الغربية، فقد قام الجيش الإسرائيلي بتخريب 70 مدرسة.

وأضاف جرار لـ"سبوتنيك": "70 مدرسة في الضفة الغربية تعرضت إما للتدمير بشكل كامل أو التخريب، وكان آخرها مدرسة في جنوب الخليل، حيث هدمها جيش الاحتلال بشكل كامل، وفي قطاع غزة هناك أكثر من 300 مدرسة خرجت عن الخدمة بشكل نهائي، وعدد كبير من مدارس الـ"أونروا" والعديد من الجامعات لاقت نفس المصير".

وتواصل السلطات الإسرائيلية اعتقال قرابة 40 طالباً من طلبة الثانوية العامة من الضفة، فضلاً عن مئات حالات الاعتقال والاحتجاز بين صفوف الطلبة من المدارس والجامعات.
وفي مدينة القدس يواجه التعليم تحديات كبيرة في مجال البنية التحتية والمناهج، ويحتاج المقدسيون إلى 44 غرفة صفية سنويا، حيث يشير مراقبون إلى تنصل السلطات الإسرائيلية من مسؤولياتها، في توفير احتياجات السكان الفلسطينيين في القدس من الصفوف الدراسية.
امتحانات الثانوية العامة في فلسطين بدون طلبة غزة
صدمات نفسية
وتركت الحرب على غزة آثارًا نفسية واجتماعية خطيرة على الطلاب في القطاع، فقد تعرض العديد منهم لصدمات نفسية، بسبب الأحداث القاسية والخسائر المأساوية.

وفي الضفة الغربية، يتم رصد انتهاكات بشكل مستمر سواء قتل أو حالات اعتقال وتوقيف أو اقتحامات للمدارس بشكل شبه يومي، وتشير وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، إلى أن 60% من المعلمين يتنقلون يومياً عبر الحواجز وهو الأمر الذي يشكل عاملا مؤرقا، إذ تشهد الحواجز يومياً إغلاقات ما يؤخر وصول المعلمين والمعلمات إلى المدارس ويؤثر عليهم من الناحية النفسية والجسدية، عدا عن مصادرة ممتلكاتهم واحتجازهم لساعات.

ويتعرض بعض الطلبة إلى صدمات نفسية كبيرة جراء فقد أحد أفراد العائلة، ما يسبب في صعوبات كبيرة على صحتهم النفسية، والاستمرار في التعليم كما حدث مع الطالبة سلسبيل رجب، من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، فقد قُتل شقيقها وعمها قبل امتحانات الثانوية بفترة قصيرة، ما جعلها تتوقف عن الدراسة، لكن بمساعدة الأهل تقدمت للامتحانات الثانوية.
وتقول سلسبيل لوكالة "سبوتنيك": "توقفت عن الدراسة بعدما استشهد شقيقي قاسم، وكنت أذهب إلى المدرسة ولا أستطيع فهم شيء أو التركيز مع المعلمات، لقد شعرت بأني ميتة ولا أريد الاستمرار".

وأضافت :"لقد ساعدني أهلي على تجاوز هذه المحنة، وعدت للدراسة من جديد وأنا الآن أقدم امتحانات الثانوية بالرغم من كل الصعوبات، وهذه رسالتي لجميع الطلاب أن يستمروا بالتعليم رغم ما نعانيه ليكون سلاحنا في المستقبل".

ويشير مازن جرار، مدير عام التربية والتعليم في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية، إلى مجموعة من الخطط والبرامج التي تعدها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، من أجل الدعم النفسي للطلبة للتعامل مع آثار الحرب النفسية وكذلك الاستمرار في التعلم بالرغم من الظروف الحالية، ويقول جرار لـ"سبوتنيك": "لدينا خطط لمتابعة الآثار النفسية ومساعدة الطلبة على تجاوز هذه الظروف، ودمجهم في المنظومة التعليمية، وكذلك نعمل على اللجوء إلى المدارس الجاهزة والدراسة ضمن فترتين أو ثلاثة لتوفير التعليم لجميع الطلبة".

وكان خبراء أمميون قد حذروا، في وقت سابق، من "إبادة تعليمية متعمدة" في قطاع غزة، عقب تدمير أكثر من 80% من المدارس فيه، مع تواصل الحرب الإسرائيلية المدمرة عليه، وأوضح الخبراء أن الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، ما يحرم جيلا آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم.

1 / 7

امتحانات الثانوية العامة في فلسطين دون طلبة قطاع غزة

2 / 7

امتحانات الثانوية العامة في فلسطين دون طلبة قطاع غزة

3 / 7

امتحانات الثانوية العامة في فلسطين دون طلبة قطاع غزة

4 / 7

امتحانات الثانوية العامة في فلسطين دون طلبة قطاع غزة

5 / 7

امتحانات الثانوية العامة في فلسطين دون طلبة قطاع غزة

6 / 7

امتحانات الثانوية العامة في فلسطين دون طلبة قطاع غزة

7 / 7

امتحانات الثانوية العامة في فلسطين دون طلبة قطاع غزة

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 279 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 38,295 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 88,241 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر الماضي.
مناقشة