سياسة الانفتاح الإيرانية ليست سياسة تكتيكية، وإنما استراتيجية بالنسبة لإيران، وإذا تم الاعتراف بإيران قوية ومعتدلة، ولا تريد الحروب في المنطقة، وإذا تم التعامل مع إيران بتقدير واحترام، فإن إيران منفتحة لإقامة علاقات جيدة مع دول الغرب.
الشعب التونسي يؤيد بشكل كامل القضية الفلسطينية، والتظاهرات الاحتجاجية التي جرت في تونس والتي تطالب بطرد سفيري الولايات المتحدة وفرنسا، بسبب تأييدهما للعملية العسكرية في قطاع غزة، يصب في هذا السياق.
هذا الشيء لم يأت من فراغ. الوضع الميداني على الجبهة سيئ جدا بالسنبة للجانب الأوكراني رغم الدعم الكبير من الجانب الأوروبي والأمريكي، كما أن أوروبا أدركت أنها دخلت إلى حرب كما يقال لا ناقة لها فيها ولا جمل، وأيضا الانتخابات الأمريكية التي قد يفوز فيها ترامب الذي يريد الآن أن يركز على موضوع الصين وتايوان وينهي الصراع في أوكرانيا.
حصلت وساطة سابقا عبر سلطنة عمان مع اليمنيين مباشرة، وقدموا لهم كافة الإغراءات، بما فيها إعادة البناء وحرية الحكم المنفرد في اليمن، مقابل أن ينسحب "أنصار الله" من تأييد ودعم غزة، إلا أن ذلك لم يحصل، كما أن إيران لم تتجاوب مع الطلب الأمريكي في هذا المجال.
منطقة القوقاز آمنة ومزدهرة وفيها الكثير من الثروات الباطنية والمعدنية والمواد الخام كالنفط مثلا وأيضا السياحة، كما أنها تشكل طريقا تجاريا هاما للشرق الأوسط، لا سيما الشيشان، فضلا عن أن الدين المشترك مع العرب يسهم بتطوير هذه العلاقة.