أوستن (سبوتنيك)، لينكا وايت. ولأكثر من 7 أشهر، تم زرع شريحة الكمبيوتر ومجموعة من الأقطاب الكهربائية في جمجمة أربو، والذي أصيب بشلل رباعي من الكتفين إلى الأسفل منذ عام 2016، إثر تعرّضه لإصابة شديدة في النخاع الشوكي أثناء ممارسته السباحة.
وتعمل عملية زرع أربو، بمساعدة 1024 قطبا كهربائيا، موزعة على 64 خيطا.
وبعد إجراء عملية الزرع، واجهت مشكلة تقنية تمثّلت في حدوث انكماش في بعض الأقطاب الكهربائية، نتيجة الحركة الطبيعية للدماغ، لكن شركة "نيورالينك" أعلنت في وقت سابق إنها تمكنت من حلها.
وعن التغيّرات التي طرأت عليه بعد إجراء عملية الزرع في دماغه، أكد نولاند أربو في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "لقد أصبحت قادرا على التهجئة بأصابعي مثل لغة الإشارة، والتي أعتقد أنها رائعة حقا، كما أنني أستطيع تهجئة الأبجدية بلغة الإشارة، ويبدو أن الخوارزميات التقطت ذلك بشكل جيد حقا".
"الحركة المتخيلة"
أشار أربو في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، إلى أن شريحة الدماغ "N1" التي يتم تطويرها من شركة "نيورالينك"، تسمح للمستخدم بالتحكم في مؤشر الكمبيوتر فقط، من خلال تخيّل الحركة المطلوبة.
وهنا، يوضح ما تصفه الشركة بـ"الحركة المتخيلة"، قائلا: "لم أعد مضطرا لمحاولة تحريك يدي من أجل تحريك المؤشر، أعتقد فقط أنني أرغب أن يتحرك المؤشر وبالتالي يتحرك".
لكن لفت إلى أن الأمر يستغرق بعض الوقت، حتى تتعلم خوارزمية التشغيل كيفية تحريك المؤشر، لكن في النهاية أصبحت "أكثر من قادرة" على القيام بذلك، بحسب قوله.
وبيّن أربو أن هناك عدة طرق لتحريك المؤشر، بما في ذلك ما يسمى "محاولة الحركة"، والتي يتم خلالها التقاط إشارات دماغه للحركة بواسطة الخيوط المزروعة في قشرة دماغه الحركية، وترجمتها إلى أفعال.
وأضاف أربو أنه مع مرور الوقت، تتحول محاولة الحركة هذه إلى الحركة المتخيّلة المذكورة أعلاه، إلا أن الانتقال لم يكن بديهيا، واستغرق الأمر حوالي الأسبوع لتحديد ذلك وحفظه.
أجهزة أخرى
في شهر يناير/ كانون الثاني 2024، خضع نولاند أربو لعملية جراحية استمرت حوالي 30 دقيقة مع شركة "نيورالينك"، والتي زرعت الجهاز داخل الدماغ في شخص بشري لأول مرة، الذي يبلغ حجمه حجم العملة المعدنية تقريبا، لكنه أكثر سمكا قليلا، ومتصل بقشرة دماغه الحركية.
وتم تصميم غرسة أربو لتسجيل ونقل النشاط العصبي، مما يسمح له بأداء وظائف من خلال جهاز كمبيوتر متصل، وكشف لـ"سبوتنيك" أن فريق "نيورالينك" يهدف في الوقت الحالي إلى تثبيت التطبيق الذي يستخدمه للتحكم عن بعد، على أجهزة أخرى.
وأوضح أربو: "إنهم (الشركة) يحاولون تثبيت ذلك على حاسوب "ماك" في هذه المرحلة، وما يمكنهم فعله هو أخذ هذا التطبيق وتحميله على أي جهاز حقا: على هاتف، أو على كمبيوتر مختلف، أو على جهاز لوحي، أو أي شيء من هذا القبيل، وسأكون قادرا على التحكم فيه".
وقال إنه حتى الآن، يتعيّن "تعديل" الكثير من الجهد الذي يبذله للتحكم في المؤشر، وذلك نظرا لعدم وجود تحكم في المؤشر عبر الهواتف الذكية.
القيادة والمزيد
أعرب أربو لوكالة "سبوتنيك" عن أمله أن تساعده شريحة "N1" الرائدة في المستقبل في تشغيل سيارة وقيادتها.
وأضاف: "ربما في مرحلة ما من الدراسة، ستتمكن "نيورالينك" من توصيلي بسيارة والسماح لي باختبارها أو شيء من هذا القبيل"، مؤكدا أن استعادة قدرته على القيادة تعد واحدة من أكثر الاحتمالات المثيرة لهذه التكنولوجيا الجديدة.
وأضاف أربو أن غرسة "نيورالينك" قد تساعده في النهاية في التحكم في أجهزة أخرى، مثل الهواتف، وأجهزة الألعاب، بالإضافة إلى الأجهزة المساعدة الأخرى.
وقالت شركة "نيورالينك" إنها تهدف إلى تطوير واجهة شاملة بين الكمبيوتر والدماغ، تتضمن جهاز إدخال وإخراج عام، لتمكين التفاعلات مع جميع جوانب الدماغ.
وتابع أربو بحماس: "كل هذا مجرد البداية، لقد مرت 6 أشهر فقط على خضوعي للعملية".
وفي شهر مايو/ أيار 2024، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على طلب شركة "نيورالينك" لزرع جهازها في مريض ثان، فيما أشار ماسك إلى أن الشخص المختار من المفترض أن يخضع للعملية قريبا.