وحلّ بوغالي، اليوم الجمعة، في تونس في زيارة تستمر حتى يوم الاثنين المقبل، بدعوة من رئيس مجلس نواب الشعب، إبراهيم بودربالة، الذي كان في استقباله برفقة عدد من النواب.
وأكد بوغالي أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة نظيره إبراهيم بودربالة، بغرض تعزيز العلاقات البرلمانية.
زيارة في إطار تنفيذ بروتوكول التعاون بين المجلسين
وأفاد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، أن هذه الزيارة "تترجم الإرادة الثنائية لتعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين وإعطائها دفعا جديدا".
وأكد بوغالي في بيان أصدره البرلمان التونسي، وتحصّلت "سبوتنيك" على نسخة منه، أن هذه الزيارة ترمي إلى تفعيل الاتفاق الذي تم إمضاؤه بين البلدين خلال زيارة رئيس مجلس نواب الشعب التونسي إبراهيم بودربالة إلى الجزائر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي 4 أكتوبر 2023، توصلت لجنة المتابعة التونسية الجزائرية إلى عقد 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول، في ختام أشغال اللجنة الكبرى المشتركة المنعقدة في الجزائر العاصمة.
بدوره، دعا رئيس البرلمان التونسي إلى توظيف العلاقات الأفقية لخدمة المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، مشيرا إلى أن "العزيمة المشتركة لقائدي البلدين والمشاورات المتواصلة بينهما تمثل دوافع رئيسية لتنمية التعاون الثنائي وتطويره على مختلف الأصعدة خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين".
كما شدّد بودربالة في البيان نفسه، على أهمية تكثيف اللقاءات والتشاور بين البرلمانيين وتبادل الخبرات، ومزيد تنسيق المواقف في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية اعتبارا للرؤى المتقاربة من مجمل القضايا المطروحة.
وعرضت على طاولة هذا اللقاء قضايا ذات طابع إقليمي ودولي، إذ أشار بوغالي إلى ضرورة تطبيق اللوائح الأممية المتعلقة بملف الصحراء الغربية، إلى جانب ملفات أخرى على غرار قضايا الهجرة غير النظامية ومقاومة الإرهاب والملف الليبي الذي شدد الجانبان على أهمية أن يكون الحل "ليبيا - ليبيا".
كما أكد الجانبان على أهمية الاجتماع التشاوري الأول بين قادة تونس والجزائر وليبيا (أبريل الماضي) وما "تضمّنه من توافقات سياسية وأمنية واقتصادية تشجع على مواصل التنسيق الثلاثي على مختلف الأصعدة بما يخدم مصلحة شعوب المنطقة".
وسبق للرئيس التونسي، قيس سعيد، أن زار الجزائر في شهر مارس/ آذار الماضي، لحضور القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز.
تعزيز العلاقات التجارية
ويرى رئيس كتلة الخط الوطني السيادي في البرلمان، عبد الرزاق عويدات، أن "العلاقة بين تونس والجزائر ممتدة عبر التاريخ وهي علاقة أخوة حقيقية منذ القرون الماضية".
ويضيف عويدات لـ"سبوتنيك" أن "تونس والجزائر تشتركان في المجال التجاري، خاصة في مجال الطاقة، باعتبار أن تونس تستفيد من الغاز الجزائري وأيضا من الطاقة الكهربائية".
وتابع: "تونس تحتاج الى إمدادات جزائرية إلى جانب الشحنات التجارية العادية للمواد الفلاحية والصناعية المتبادلة بين البلدين".
ويعتبر النائب في البرلمان أن "تونس تسعى إلى تنشيط شريطها الحدودي مع الجزائر، وذلك من خلال بعث مشاريع صناعية ضخمة تنعش الاقتصاد التونسي الجزائري، وتساعد على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين".
وفيما يتعلق بإنشاء مجلس شراكة بين منظمات أصحاب العمل بين تونس والجزائر وليبيا في 22 يوليو/ تموز الجاري، قال عويدات: "هذه الشراكة مهمة وهي لبنة قوية، وستمهّد لبناء المغرب العربي المشترك".
وأشار عويدات إلى "وجود مثلث تلتقي فيه الجزائر مع تونس وليبيا وهو أقصى الجنوب التونسي"، لافتا إلى أن "إمكانية العمل على العديد من المشاريع التي يمكن أن تكون مشتركة بين هذه الدول الثلاثة".
التقارب في ملف الهجرة
ويرى المحلل السياسي، نبيل الرابحي، أن" تونس تمثل العمق القومي الجزائري والجزائر هي الأمن الوطني لتونس".
ويعتبر الرابحي أن "هذه الزيارة تأتي في إطار دعم الجزائر لتونس في كافة المجالات خاصة التجارية منها"، قائلا: "ليبيا والجزائر هما العمق الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لتونس فيما يخص التنمية الشاملة والتبادل التجاري".
وقال الرابحي لـ"سبوتنيك" إن "التنسيق التونسي مع الجزائر أصبح أمرا ضروريا، خاصة في ما يتعلق بملف الهجرة".
ولفت إلى أن "الجزائر تعتبر نفسها معنية بملف الهجرة وتسعى دائما إلى أن تكون ضمن التنسيق التونسي الايطالي".
وكان وزير الداخلية التونسي السابق، كمال الفقي، زار الجزائر مطلع العام الحالي، ووقّع اتفاقا يتضمّن خطة تنسيق وتعاون لتأمين المناطق الحدودية وتحصينها من التهريب والجريمة في ظل الرهانات الحدودية.
وتشترك تونس وليبيا والمغرب في العديد من الملفات، لعل أبرزها الملف الأمني، وملف الهجرة، ومكافحة الجريمة المنظمة، إلى جانب الملفات الاقتصادية والاستثمارية.
وكانت القمة التشاورية التي استضافتها العاصمة التونسية، في شهر أبريل/ نيسان من العام الحالي، وضمّت الرئيس التونسي، قيس سعيد، وضيفيه الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، قد ألقت الضوء على هذه الملفات، التي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الدول الثلاثة.