وأوضح الجيش السوداني، في بيان له، أن "الهجوم أسفر عن مقتل خمسة ووقوع إصابات طفيفة جاري حصرها"، إلا أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والذي كان يحضر الاحتفال، نجا من الهجوم.
من جانبه، علّق الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على الحادث، قائلا إن "محاولة اغتيال البرهان، هي تنفيذ للتهديد الموجَّه إليه من لواء "البراء بن مالك" في حال موافقته على إرسال وفد الجيش إلى مفاوضات جنيف".
وأضاف طبيق أن تلك المحاولة "رسالة واضحة من تيار الحرب داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي، ومن المتوقع أن نرى عمليات تصفيات واغتيالات داخل قادة الجيش".
ويرى مراقبون أن "المبادرة الأمريكية لوقف الحرب في السودان"، أسهمت في حدوث انقسام بالمشهد فيما بين السودانيين، بعضهم يرفض المبادرة بكل قوة ويستدعي المشاهد السابقة ويراهن على فشلها مسبقا، وبعض آخر يحشد لها بقوة ويتعلق بكل خيط قد يقود إلى وقف الحرب، التي قضت على الأخضر واليابس وأدخلت البلاد في دوامة قد يصعب الخروج منها.
ويقول المحلل السياسي السوداني، وليد علي، إن "المبادرة المطروحة من قبل الإدارة الأمريكية والمزمع عقدها في جنيف بإشراف سعودي سويسري ومشاركة مصرية إماراتية، تعتبر محاولة لضخ الدماء في شرايين منبر جده الميت سريريا منذ شهور".
وقال علي، في حديثه لـ"سبوتنيك": "هناك جانب مظلم جدا ومخفي في هذه الحرب وهو أنها مرتع لفساد عظيم يستفيد منه تجار حروب غير نظاميين، ولا يمكن تحديد الجهات التي يتبعون لها، غير أنها جهات تستثمر في الحروب، والسودان الآن تحت فكي تلك الجهات التي تتغلغل في مفاصل طرفي الصراع".
وأضاف علي: "الرافضون لكل مساعي وقف الحرب ينقسمون لفئتين، الأولى، وهذه فئه تتواجد داخل وحول طرفي الصراع، وهي المجموعة المستفيدة من استمرار الحرب لتقوم بالمضي في هذا الفساد المتعدد المجالات (سلاح وقود دواء غذاء... إلخ)، أما الثانية فتخص الجيش والموالين له وهي المجموعة التي أسرفت في الحديث عن قدرتها على حسم هذه الحرب عسكريا، والآن تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه بعد انكشاف ضعفها العسكري للشعب السوداني بشكل خاص والعالم بشكل عام، ولاعتبارات عديدة سوف تستمر الفئتان في تثبيط أي محاولة للمضي نحو التفاوض".
وأشار علي إلى أن"جميع المبادرات التي تستهدف السلام في السودان، تفشل في الإعداد الجيد قبل أي مبادرة و تكون غير مفيدة، لأنها تكون مستعجلة في وقتها ونتائجها، ولا يتم الإعداد الجيد لها، والمبادرة الأمريكية الأخيرة لم تختلف عن سابقاتها من المبادرات أو البازارات السياسية إذا جاز التعبير".
وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص، بما في ذلك مليوني شخص فروا عبر الحدود، وفقًا للأمم المتحدة.