راديو

قوافل مساعدات حكومية وشعبية مصرية وصلت إلى قطاع غزة منذ بداية الحرب

منذ أن بدأت الحرب على قطاع غزة واستحكمت القبضة الإسرائيلية، ومنعت دخول المواد الأولية، تزايدت الجهود من كل الدول دعما للمدنيين في القطاع، لكن مصر لها خصوصية كبيرة من حيث موقعها المجاور وسياستها المتوازنة في تعاملها مع الملف.
Sputnik
المؤسسات المصرية الحكومية والأهلية نظمت حملات موسعة للتبرع بكل أنواع المواد الأولية والغذائية والطبية، لإيصالها من خلال "التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي"، الذي يضم جميع القوى الوطنية العاملة في المجال الإنساني.
وسطّر أعضاء التحالف ملحمة عنوانها "مسافة السكة لأهالينا في فلسطين"، على مدار أيام الحرب حتى إغلاق إسرائيل كل المعابر، وقبلها كان الدعم يصل بشكل دائم وبجهود وضغوط سياسية كبيرة، من أجل تخفيف حدة الأحداث الذي أدت إلى آلاف الضحايا بين المدنيين.
في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال مدير المركز الإعلامي لمؤسسة "صناع الخير للتنمية"، عصام عبد الرحمن، إن "صناع الخير هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني المصرية المنضوية تحت مظلة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنمو"، موضحا أن "التحالف منذ اندلاع الأحداث في السابع من أوكتوبر، أطلق مبادرة رائدة تحت عنوان "مسافة السكة" ومن خلالها حشد كل طاقات وإمكانات مؤسسات صناع التحالف ومن بينها صناع الخير لتقديم خدمات إغاثية متكاملة لصالح قطاع غزة بالشكل المتتابع، الذي يتناسب مع طبيعة الظرف اليومي الذي يمر به أهلنا في القطاع".

وذكر أنه "كانت هناك متابعة دقيقة لأهم احتياجات أهالي قطاع غزة، والقائمة بدأت بالاحتياجات الغذائية تلتها الاحتياجات الطبية من أدوية وأجهزة طبية وسيارات إسعاف ودم، تلاها احتياجات موسمية كبطاطين الشتاء والخيام تلاها احتياجات أخرى متنوعة، وتم الإمداد بالمواد الغذائية المرنة كالمعلبات والمواد المحفوظة في ظل انقطاع الغاز وانعدام وسائل الطهي".

الحملات الشعبية كانت جزء من إغاثة قطاع غزة، فخرجت شاحنات المساعدات من داخل القرى والمحافظات، تحمل أنواعا مختلفة من المواد الحياتية.
قرية بدّين التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، أرسلت قافلة مساعدات لأهالي قطاع غزة بتكلفة 3 ملايين جنيه تزن 120 طنًا من المواد الغذائية والأدوات الطبية والأدوية والملابس وغيرها من مواد الإعاشة.
اتفق الأهالي وجمعوا الأموال لشراء المواد التموينية من الزيت والسكر والسمن والأرز والمكرونة والبقوليات والعصائر والمياه والدقيق، والاغطية والمراتب، وتم تحميلها على شاحنات وصلت لأهالي القطاع.
وأكد المدير التنفيذي لحملة "دعم غزة" لـ"بيت مال المسلمين" في قرية بدين، مصطفى النادي، أن "الخطوة إنسانية وواجبة لدعم المدنيين في غزة"، مشيرا إلى أن "الحملة كانت من خلال القنوات الشرعية الحكومية ومؤسسات الدولة لإعداد شاحنات المساعدات".

وأوضح أن "الحلم في البداية كان تجميع شاحنة واحدة فقط، وبدأنا الترويج عبر مواقع التواصل وتفاجأنا برد فعل الناس في الشارع سواء في قرية بدين أو القرى المجاورة، حتى ملأت المساعدات أربع شاحنات بمختلف الأنواع من المواد الإغاثية".

من جهته، قال رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية وعضو مجلس النواب المصري، طلعت عبد القوي، إن "الجهود المصرية بدأت من يوم 8 و9 أوكتوبر، بناء على توجيهات السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي".

وبيّن أن "التحالف الوطني للعمل الإغاثي والتنموي أرسل حينها 108 قاطرة محملة بالمساعدات الغذائية والمياه والكساء والأدوية واتجهت إلى العريش وتوقفت هناك حوالي أسبوعين بسبب رفض إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية، لكن بعد وصول الأمين العام منفذ رفح يوم 21 أوكتوبر، سُمح بدخول الشاحنات، بعد إجراءات صعبة وتعسفية من الجانب الإسرائيلي، وبعدها توالت القوافل بشكل منتظم طوال الفترة من 10 أوكتوبر حتى الشهر الماضي والقوافل مستمرة بكل ما يتطلبه الجانب الفلسطيني، حيث تتم الاستجابة عبر عدد كبير من المتطوعين بجهود مصرية خالصة تُحسب للدولة المصرية، التي هي دائما الداعم الأكبر للفلسطينيين".

مناقشة