إحياء الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت وسط انقسام حاد حول دعم القاضي بيطار وتنحيته

أحيا أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت والمئات من اللبنانيين، اليوم الأحد، الذكرى الرابعة للانفجار، الذي أودى بحياة 220 شخصا وخلّف دمارا هائلا بالعاصمة اللبنانية بيروت.
Sputnik
حلّت الذكرى هذا العام على وقع المواجهات الدائرة في جنوب لبنان، إلى جانب غموض بالملف وشلل قضائي إلى جانب انقسام حاد بالآراء بين الأهالي، فمنهم من يدعم القاضي طارق بيطار، وبعضهم الآخر يتهمه بـ"الاستنسابية وبتوجيه أصابع الاتهام إلى طرف دون الآخر".
وفي هذا السياق، انطلقت ثلاث مسيرات للأهالي، الأولى من مركز فوج الإطفاء نحو تمثال المغترب والثانية من ساحة الشهداء نحو تمثال المغترب، أما الثالثة فانطلقت من الغبيري نحو قصر العدل وصولا إلى باب مرفأ بيروت رقم 3، حيث دخل المشاركون إلى حرم المرفأ ووضعوا أكليلا من الزهور على نصب الشهداء.

وفي هذا السياق، قال حسن عساف، والد أحد ضحايا انفجار مرفأ بيروت الدكتور هادي عساف، لـ"سبوتنيك": "نتأمل بالقضاء النزيه والشريف الذي نحن نريده وليس الذي وضعته إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، ومن فجّر المرفأ هو من يتعامل مع إسرائيل هنا ووضع النيترات داخل العنبر وانتظروا ساعة الصفر لتفجيرها، ونحن لا نريد القاضي بيطار، نشكك بقدراته وبولائه للوطن، ونحن لا نريده".

وبدوره، قال علي الأمين، شقيق الضحية في الانفجار إبراهيم الأمين، إنه "بعد 4 سنوات على الانفجار، لا يعتقد الناس أننا نشعر بالملل أو استسلمنا للأمر الواقع فيما يخص الدولة والقضاء، نقول إننا مستمرون ودم شهدائنا لن يذهب هدرا مهما كلفنا الأمر، ولدينا قناعة وإيمان بالقضاء اللبناني ولكن ليس عبر طارق البيطار، لأنه متآمر على قضيتنا ودم شهدائنا ومسيس".
"إحياء الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت وسط انقسام حاد بين أهالي الضحايا حول دعم القاضي البيطار وتنحيته
وعلّق الأمين على من يطالب بتنفيذ القرار 1559 ويرفع شعار "لا للاحتلال الإيراني"، قائلا: "أقول لهم لا تضيعوا بوصلة تحقيق مرفأ بيروت، وإذا أردتم مناقشة القرار 1559 فلتحاسبوا الـ"يونيفيل"، الذي سمح بدخول النيترات إلى المرفأ وثانيا المسؤولين بالمؤسسة العسكرية حينذاك".

وكان المتحدث باسم اللجنة التأسيسية لـ"تجمّع أهالي شهداء وجرحى ومتضرّري انفجار مرفأ بيروت"، إبراهيم حطيط، قد تحدث في أغسطس/آب 2022، أن "الباخرة المحملة بنيترات الأمونيوم دخلت بموافقة من قوات الـ"يونيفيل"، التي كانت موجودة لتطبيق القرار 1701، الذي يمنع دخول المتفجرات والنيترات والمسيرات والمفرقعات".

من جهة، أخرى أكد أهالي الضحايا، الذين انطلقوا بمسيرتين متزامنتين من فوج الإطفاء وساحة الشهداء نحو تمثال المغترب، حيث بُث الآذان مترافقا مع أصوات أجراس الكنائس عند الساعة السادسة و7 دقائق، أي لحظة وقوع الانفجار، ليتم من بعدها تلاوة أسماء عدد من السياسيين ورجال القضاء اللبنانيين، الذين يعتبرهم أهالي الضحايا من معرقلي سير التحقيقات في انفجار المرفأ.
وتم تلاوة عدد من الكلمات أكدوا فيها على ضرورة استكمال التحقيق وصدور القرار الظني وتسمية من تسببوا بالانفجار، واعتبروا أن الجريمة الثانية من بعد جريمة 4 آب هي "عرقلة للتحقيق".
في الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت... "سبوتنيك" تتابع الحدث وتنقل رأي أهالي الضحايا
كما طالبوا مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، بالتراجع عن القرارات التي صدرت عن سلفه، وأن يسمح للضابطة العدلية بأن تقوم بعملها وأن يستكمل القاضي طارق البيطار، تحقيقاته.
وفي هذا السياق، قال المحامي بيار الجميّل، شقيق الضحية في انفجار مرفأ بيروت جاك الجميّل، لـ"سبوتنيك"، إنه "لا يزال لدينا أمل بالقضاء اللبناني ولكنني قلت لهم منذ اليوم الأول أننا سنظلم القضاء اللبناني إذا طلبنا منه أن يحكم بهذا الملف، أنا محامي وأعرف ما أقول وللأسف نقيب المحامين السابق أصدر بيانا، قال فيه إننا لن نصل للعدالة ولو بعد 200 سنة، وأنا أقول إنه للأسف الضحايا قتلوا وقمنا بدفنهم ولكن الأخطر من هذا كله أن المجرمين لا زالوا على قيد الحياة ولكن ضميرهم ميّت، ومن مات ضميره تصبح حياته بلا قيمة".

وحول التحقيق وكف يد المحقق العدلي طارق البيطار، قال الجميّل: "للأسف القرار الذي أصدره مدعيّ عام التمييز غسان عويدات، في كانون الثاني (يناير) من العام الفائت، هو قرار إداري ويكبّل يد القاضي بيطار، ويحجب عنه التواصل مع الأجهزة الأمنية والضابطة العدلية، وإلى حد الآن لم يتراجع عنه النائب العام التمييزي بالتكليف القاضي جمال الحجار، وهو مستغرب، ونحن عندما زرنا الحجار، في مكتبة بعد تسلم مهامه، قال لي إنني سأعمل ما يرضي ضميري، وأنا أعتقد أن إرضاء الضمير لا يحتاج إلى كل هذا الوقت".

في ختام هذه الذكرى، تبقى الجراح مفتوحة والآمال معلقة على العدالة التي طال انتظارها، ويصر أهالي ضحايا الانفجار على المطالبة بكشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
مناقشة