وقال النايل، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين: "نفذت القوات الأمريكية المحتلة ضربة كبيرة للمليشيات العراقية والأجنبية في جرف الصخر، مؤخرا، انطلاقا من قواعدها في العراق، وما أسفرت عنه من تدمير أهم مصنع للطائرات المسيرة وبعض مخازن السلاح".
وأضاف: "من دقة المعلومات التي وصلت للجيش الأمريكي أنهم قصفوا ثلاث أهداف في نفس التوقيت، تراجعت لغة التهديدات من جانب الفصائل حول التواجد الأمريكي وقواعدها".
وأشار النايل إلى أن "تراجع الفصائل في عملياتها المسلحة، التي كانت تهدد وتعلن عنها بعد حادثة جرف الصخر، تؤكد أن حالة من الذهول أصابت الفصائل نتيجة الاختراق الأمريكي لهم، والذي يراه البعض نتيجة تعاون أحد الفصائل مع القوات الأمريكية بعد أن حققت مكاسب سياسية وتعمل على رفع الحظر المالي ورفع اسم مسؤوليها من قوائم الإرهاب الأمريكية، لذا بات الملف أكثر تعقيدا، وظل حبيس القنوات الإعلامية والتصريحات الصحفية لأعضاء البرلمان ومسؤولي تلك الفصائل".
وأوضح عضو "الميثاق الوطني"، أن "الواقع الميداني يشير إلى أن القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا، باتت تُحصن تواجدها وتستكمل منظومة الدفاع الجوي للتصدي إلى المقذوفات أو المسيرات وهناك زيادة عددية في الجنود الأمريكان، كما أن هناك قوات ستصل للعراق في الأسابيع القادمة دون الإعلان عنها حتى لا تشكل حرجا لحكومة السوداني ولتجنب التصعيد".
واستطرد بالقول: "عدم التصعيد الحالي يخضع للمفاوضات الجارية حاليا بين بريطانيا وأمريكا من جهة، وإيران من جهة أخرى، في سلطنة عمان، وبالتالي الضغوطات الإيرانية على الفصائل بعدم التصعيد حاضرة، للوصول إلى مكاسب سياسية واقتصادية، ولا سيما بعد إعلان النهج الجديد للرئيس الإيراني بأن لغة الحوار مع الغرب هي الطريق الذي ستنتهجه حكومته، ولذلك تم تعيين جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق مستشارا خاصا للشؤون الخارجية".
ولفت النايل إلى أن "التصعيد المحتمل في العراق هو أن يتم استخدام الأراضي العراقية لإرسال صواريخ بالستية إلى إسرائيل، بعد اغتيال إسماعيل هنية، مسؤول حركة حماس الفلسطينية على الأراضي الإيرانية في منطقة شديدة التحصين لكن دعوات خفض التصعيد لا تزال مستمرة وربما تفضي إلى عدم التصعيد".
واختتم بقوله: "الواقع السياسي في العراق الآن منشغل في ملفات أخرى مثل تعديل قانون الأحوال الشخصية وقانون العفو وقوانين أخرى ومنها اختيار رئيس البرلمان، لذلك هم بعيدين عمليا عن مناقشة تواجد القوات الأمريكية وجميع الأطراف السياسية تنتظر وصول السفيرة الجديدة تريسي، لمعرفة نوايا أمريكا في العراق، قبل أي تصعيد".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد قال في وقت سابق، إن "قدرات قوات الأمن العراقية تنامت بصورة كبيرة تظهر في مستويات الاستقرار والأمن، التي يشهدها العراق في الوقت الحالي"، منوهًا بأن "الوضع الأمني في العراق، يؤكد أن بغداد حققت تقدما في ملف إنهاء وجود التحالف الدولي بالبلاد"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأصبح موقف بغداد أكثر وضوحا بالنسبة لإنهاء مهمة التحالف الدولي بالبلاد، منذ تنفيذ واشنطن ضربات جوية على مواقع في سوريا والعراق، قالت إنها "كانت مصدرا لاستهداف جنودها في قاعدة عسكرية بالأردن".
وأعلنت بغداد رفضها للقصف الأمريكي، وقالت إن "استمرار وجود التحالف الدولي في العراق، يزعزع استقرار المنطقة"، كما أكد رئيس الوزراء العراقي أن "القوات الأجنبية لم يعد لها دور في البلاد بعدما أصبح العراق، يمتلك قدرات أمنية متطورة".