عين الحلوة تشيع سامر الحاج وسط غضب واستنكار... "حماس" تتوعد بالرد على الاغتيال الإسرائيلي

جثمان الحاج نُقل من برّاد مركز "لبيب" الطبي في صيدا عبر سيارة إسعاف إلى مدخل المخيّم الغربي "الحسبة"، حيث كان في انتظاره حشد كبير من قيادات وكوادر حركة "حماس" والجناح العسكري "كتائب القسام"، إضافة إلى مئات المواطنين من أهالي المخيم.

وانطلقت مراسم التشييع بموكب جماهيري من مدخل المخيم مرورا بالشوارع والأزقة نحو منزل والدته وسط هتافات التكبير والتنديد بالمجازر الإسرائيلية، وبعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل عائلته في منزله بحي حطين، أعيد الجثمان إلى المسجد لأداء صلاة العصر، ومن ثم وري الثرى في مقبرة عين الحلوة الجديدة بمشاركة المئات من أهالي المخيم إلى جانب ممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية.

ونعت حركة "حماس"، في بيانها أمس، القيادي سامر الحاج، مشيرة إلى أنه "ارتقى بغارة صهيونية غادرة في مدينة صيدا جنوب لبنان عصر اليوم الجمعة"، وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته مسؤوليته عن اغتيال الحاج، مشيراً إلى أنه كان قائد القوة العسكرية لـ"حماس" في مخيم عين الحلوة.

وفي السياق ذاته، أكد عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" في لبنان، أيمن شناعة، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أن "اغتيال القادة سواء في قطاع غزة وإعدام أبناء شعبنا الفلسطيني بشكل جماعي، اغتيال القادة التي طالتهم يد الغدر الصهيونية بالأمس اغتيال القائد سامر الحاج هنا في صيدا، لن يمر على العدو الصهيوني بسهولة وسيدفع ثمنا باهظا تجاه العمل الأحمق الذي ارتكبه وسيعلم بعد الرد أنه دفع ثمنا غاليا، كتائب القسام وفصائل بالمرصاد ولن تمر هذه الجرائم".

وأضاف: "أما بالنسبة للمفاوضات فنحن نقول إنه يوم السلاح والبندقية والمواجهة، وما يتم طرحه وتداوله اليوم بموضوع المفاوضات والمبادرة التي تم إطلاقها من المبكّر الآن الحديث عنها لأن دماء شهدائنا لم تبرد لا دم الشهيد إسماعيل هنية ولا الشهداء القادة سنرد حتما على هذه الاغتيالات وبعد ذلك لكل حادث حديث".

وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، في عملية نسبت لإسرائيل، واغتيال القيادي البارز في "حزب الله"، فؤاد شكر، بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، مع تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة.

من جهته، قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، في كلمة متلفزة خلال جنازة فؤاد شكر، إن "المعركة مع إسرائيل دخلت مرحلة جديدة"، مضيفا أن إسرائيل "لا تعرف أي خطوط حمراء تجاوزت وأي عدوان ارتكبت".

وتعهّد نصر الله بأن "الحزب سيرد على اغتيال قائده العسكري، فؤاد شكر، على يد إسرائيل"، مؤكدا أن "الحزب يبحث عن رد حقيقي وليس شكلي"، قائلا: "بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان".

وكانت حركة "حماس" قد أعلنت، في 31 يوليو/ تموز الماضي، مقتل رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، جراء قصف إسرائيلي لمقر إقامته في طهران، غداة حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وألقت الحركة بالمسؤولية على إسرائيل والولايات المتحدة في مقتل هنية، وقالت إن الهجوم لن يمر دون رد.

وتوعد الحرس الثوري الإيراني بأن "الانتقام من إسرائيل" سيكون عبر سيناريو جديد ومفاجئ، ردا على اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية طهران.