مسلحو واشنطن يطبقون حصار "الطحين والماء" على سكان مدينتين شرقي سوريا

وقال مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا: لليوم الخامس على التوالي، يستمر مسلحو قوات قسد الموالين للجيش الأمريكي بفرض الحصار على أحياء المدينتين.

وكشف المراسل عن أن القوات الروسية تمكنت من كسر الحصار بشكل جزئي يوم أمس السبت، من خلال إدخال مجموعة من صهاريج المياه المخصصة من المنظمات الدولية، مشيرا إلى أن حصار قوات "قسد" يشمل قطع مياه الشرب والطحين والمواد الغذائية، مع منع دخول السيارات الخاصة وسيارات الإسعاف عن الآلاف من المدنيين في مدينة الحسكة وسط زيادة في قائمة السلع المفقودة في المحال التجارية، وانقطاع شبه تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه إلى مركز المدينة التي تعتمد عليها منذ سنوات لتأمين مياه الشرب بسبب توقف العمل بمحطة (علوك) التي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب.

وتابع المراسل بأن الشرطة العسكرية الروسية من خلال قاعدتها في مدينة القامشلي استطاعت كسر الحصار بشكل جزئي مساء السبت، من خلال إدخال 20 صهريجا كبيرا لنقل المياه لملء الخزانات الكبيرة المنتشرة في شوارع أحياء مدينة الحسكة والتي يشرف عليها المشروع المشترك بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري.

وأكد مصدر عسكري في مدينة الحسكة لمراسل "سبوتنيك" أن التنسيق والاتصالات مستمرة بين الجيش العربي السوري والقوات الروسية، لإنهاء حالة التوتر وفك الحصار الجائر وغير المقبول المفروض في محافظة الحسكة على خلفية التوتر والاشتباكات المستمرة بين أبناء القبائل العربية (جيش العشائر) من طرف وقوات "قسد" من طرف آخر شرقي محافظة دير الزور الواقعة تحت نفوذ الاحتلال الأمريكي.

وأكد عدد من الأهالي في تصريحات لــ "سبوتنيك" أن خزانات المياه المنتشرة وسط مدينة الحسكة وخزانات منازلهم الخاصة أصبحت فارغة، نتيجة منع الحواجز العسكرية لقوات "قسد" دخول الصهاريج التابعة للمنظمات والهيئات الإنسانية أو الصهاريج الصغيرة إلى المدينة، في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ما دفع بعض الأسر إلى شرب مياه الآبار السطحية الموجودة في المنطقة على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب والتي تسبب الأمراض.

كما اشتكى الأهالي من نفاذ المواد الغذائية الضرورية والخضروات والفواكه والأطعمة من منازلهم ما يهدد بكارثة إنسانية حقيقية، ووجه الأهالي نداءات عاجلة للمنظمات الدولية والانسانية للتدخل السريع وإنهاء معاناة المدنيين.

وأشار الأهالي إلى توقف غالبية المحال التجارية عن البيع بسبب نفاد مخازينها من المواد التموينية والغذائية، وأغلقت محال سوق الهال المركزي وسط المدينة، نتيجة توقف توريد مواد الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأخرى بسبب منعهم من الدخول من قبل حواجز "قسد" المنتشرة على مداخل ومخارج المدينة.

كما انخفضت كميات الخبز بشكل كبير بسبب فقدان مادة الطحين في المخابز، وعدم التمكن من إيصالها إلى أفران المدينة، إضافة إلى توقفت العديد من مولدات التيار الكهربائي الخاصة ( الأمبيرات) عن العمل بسبب نفاد كميات المازوت المشغلة لها.

وتعمل مؤسسة المياه في محافظة الحسكة على تشغيل محطات تحلية المياه المنتشرة في عدد من الحدائق العامة، والبالغ عددها 11 محطة موزعة في مختلف مناطق المدينة لتأمين كميات مياه إضافية للأهالي، حيث تشهد هذه المحطات حالة من الازدحام الشديد عليها.