مجتمع

عالم روسي يكشف الطريقة التي تساعد فيها دراسة ماضي كروية الأرض على فهم حالتها الحديثة

كشف العضو في الأكاديمية الروسية للعلوم، الدكتور في علوم الجغرافيا أندريه فاليريفيج بانين، عن الطرق والأساليب التي تساعد فيها دراسة ماضي كروية الأرض على فهم حالتها الحديثة مشيرا إلى أهمية علم الجغرافيا القديمة.
Sputnik
وتحدث بانين في لقاء مع المجلة الدورية "روسيا العلمية"، عن عدد من المواضيع المثيرة المرتبطة بعلم الجغرافيا القديمة، وقال: "إن هذا العلم مختص بجغرافيا الماضي السحيق. وبينما الجغرافيا العادية تدرس الطبيعة وحالتها الحديثة، فإن الجغرافيا القديمة تدرس الشيء ذاته، لكن في الماضي أي كيف كان المناخ والنبات والجليد منذ آلاف وملايين السنين".

وأضاف العالم الروسي: "في معهد الجغرافيا للأكاديمية الروسية للعلوم تتم دراسة العصر الرباعي وهو آخر العصور من تاريخ الكرة الأرضية الجيولوجي. ومدة هذا العصر نحو 2,5 مليون عام. وتدرس بقية 4,5 ميليار عام الجغرافيا القديمة لما قبل العصر الرباعي وهي مختلفة عن الجغرافيا القديمة للعصر الرباعي من حيث الطرق والمناهج".

العضو المراسل لأكاديمية الروسية للعلوم،الدكتور في العلوم الجغرافية أندريه فاليريفيج بانين
وتابع بانين: "ونفرق هذين الفرعين من العلم لأن كل ما جرى في العصر الرباعي وما زال يجري له مثيل في يومنا الحديث. وينبثق عن هذه الحقيقة، أنه يمكننا استخدام طرق تم تطويرها لدراسة بيئة الطبيعة الحديثة وبالعكس الكثير من مناهج دراسة طبيعة قبل العصر الرباعي غير فعالة".

وحول أهمية اكتشاف آفاق تاريخ كروية الأرض الحديثة، قال بانين: "اسمحوا لي أن أطرح مثالا، الآن يهتم باحثون روس وأجانب ببحر قزوين بكثرة، لأن تغيرات مستواه في القرن العشرين أتعبت الجميع بشدة، إذ إن مستواه أخذ بالانخفاض في بداية الثلاثينيات بسرعة، لكن لا أحد كان يدرس هذه المهمة بسبب الحرب العالمية الثانية. ثم في الستينيات سُجل أن مستوى البحر قد تراجع حتى أكثر من 3 أمتار وذلك قد يؤدي إلى ضرر ضخم وعلى وجه الخصوص نقص المياه في الموانئ. وبدأ الباحثون يفكرون في أسباب ذلك الانخفاض وتوصلوا إلى أن السبب الرئيس هو الأنشطة البشرية. لكن مستوى المياه في بحر قزوين فجأة توقف عن الانخفاض وبدأ بالارتفاع عام 1978".

أصداف عتيقة. إذ يدرس مثل هذه الأصداف يحقق علماء من ماضي كرة الأرض

وأضاف العالم الروسي: "وأجاب عن سبب هذا التغير الأستاذ في جامعة موسكو، غيورغي إيفانوفيج ريجاغوف، الذي منح درجة الدكتوراه لأنه أعاد دراسة تاريخ بحر قزوين في الماضي من خلال بحث حول الشواطئ القديمة وتأريخه، فقد سجل كيفية حدوث تغيرات مستوى مياه بحر قزوين خلال فترة طويلة. واكتشف أن الترددات في 5 الأمتار عادية لبحر قزوين. بالتالي لن تنخفض مياه بحر قزوين دائما وسترتفع في المستقبل، كتب الأستاذ ريجاغوف ذلك في عام 1977. وفي عام 1978 بدأ مستوى البحر يعود إلى حالته السابقة".

توابع الباحثين في جميع الرحلات. من اليمين إلى اليسير: خطة رسمية لأنواع الحقائب الخاصة ونموذج معول ثلج وخطة رسمية لأنواع معولات ثلج ونموذج معول ثلج ثانٍ
وتابع الدكتور: "وارتفعت مياه بحر قزوين بسرعة وأغرقت أقاليم بالقرب من الشاطئ، حيث ظهرت مسألة أخرى: إلى أي درجة سترتفع المياه ؟ وفي أول التسعينات، تم تصميم مشروع سد شمال بحر قزوين الذي كان سيحمي أقاليم قريبة من الشاطئ من الغرق. والسؤال: ما هو أفضل ارتفاع للسد ؟ ويكلف بناء مثل هذا السد مليارات الروبل. وسجل الأستاذ ريجاغوف أن مستوى بحر قزوين لم يتجاوز 28 مترا دون مستوى البحر خلال 200 سنة الأخيرة. وكما كان من المتوقع توقف ارتفاع المياه على درجة 27 مترا دون مستوى البحر. إذن، أتاح علم الجغرافيا القديمة تجنب التكاليف الباهضة".
مناقشة