وكانت الجزائر دعت قبل عام، إلى استعادة النظام الدستوري في النيجر، عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد بازوم في يوليو/تموز 2023، كما عارضت خيار التدخل العسكري الذي لوحت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" ضد النيجر، حينها.
وبحث رئيس وزراء النيجر علي محمد لامين زين في زيارته هذا الأسبوع، مع الرئيس عبد المجيد تبون خلال زيارته إلى الجزائر قبل يومين، العديد من الملفات الثنائية والإقليمية، وتوج اللقاء بالإعلان عن اتفاق لإعادة تنشيط العلاقات الثنائية بين البلدين على أسس "حسن الجوار والأخوة والصداقة".
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن الرئيس تبون أجرى في الجزائر العاصمة "محادثات موسعة" مع وفد جمهورية النيجر بقيادة رئيس وزرائها علي زين.
وأوضح رئيس وزراء النيجر "أزلنا نقاط الظل الموجودة بين البلدين، وأكدنا التمسك بسيادة البلدين".
حول ملفات الزيارة يوضح الخبير الجزائري أحمد ميزاب، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التوقيت الذي جاءت فيه الزيارة يمثل أهمية كبيرة، من حيث التطورات التي تشهده منطقة الساحل الأفريقي، وما يمر به من ظروف مفصلية ودقيقية، يرسم مستقبل المنطقة.
بشأن الخلافات السابقة بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في يوليو 2023، يرى ميزاب، عدم وجود خلافات في وجهات النظر بين البلدين، بشأن إنهاء المراحل الانتقالية.
وأشار إلى أن اجتماع وزير الدفاع بدولة النيجر مع رئيس الأركان الجزائري، ناقش بعث الحوار المتجدد باعتباره آلية للتساور فيما يتعلق بكافة التحديات، وكذلك انتهاج الأدوات السياسية من أجل بعث المؤسسات الدستورية وإنهاء المراحل الانتقالية.
ولفت إلى أن الزيارة تعد فرصة لبحث مختلف القضايا الاستراتيجية والنظر للنقاط التي تمثل التوافق بين البلدين، وبحث الأخرى، بشأن قضيا الإقليم، وفي المقدمة منها "الملف الأمني" المثقل بالمخاطر، والسياقات التي تعانيها بعض الدول ومنها النيجر.
ولفت إلى أن العديد من الملفات تمثل أهمية في الوقت الراهن، منها الجريمة العابرة للحدود، والتهديدات الإقليمية، وكذلك الجوانب الاقتصادية، المتمثلة في مشروع أنبوب الغاز، وإعادة بعث المشروعات التنموية عن طريق "الوكالة الجزائرية الدولية للتعاون والتنمية والتضامن"، وإعادة تفعيل قانون المقايضة بالمناطق الحدودية.
وشدد على أن مشروع الأنبوب الغاز، يمثل أهمية بالغة بالنسبة للجزائر ونيجيريا والنيجر، خاصة بشأن المشروعات التي ترافق المشروع.
عقب اللقاء أدلى رئيس وزراء النيجر بتصريحات صحفية نقلها الموقع الرسمي للرئاسة الجزائرية، قال فيها إن الوفد أرسل إلى الجزائر "من قبل رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن، الجنرال عبد الرحمن تشياني، حاملاً معه رسالة هامة إلى الرئيس الجزائري"، لم يفصح عن فحواها".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفت وزارة خارجية النيجر قبول مبادرة جزائرية بشأن الأزمة، عقب الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
وقالت النيجر حينها "حتى قبل أي استنتاجات رسمية حول نتائج هذا الاجتماع، فوجئت وزارة الخارجية والتعاون وشؤون النيجيريين في الخارج، بتصريحات الحكومة الجزائرية التي ذكر فيها أن النيجر قبلت الوساطة التي عرضت على الجيش فترة انتقالية مدتها 6 أشهر".
وأوضحت أن "السلطات النيجرية أعربت عن استعدادها لدراسة عرض الجزائر للوساطة"، ولم توافق عليه.