راديو

هل تنجح مفاوضات القاهرة في إحياء اتفاق جدة لوقف الحرب في السودان

أعلن مجلس السيادة السوداني، إرسال وفد إلى القاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة.
Sputnik
وقال مجلس السيادة، في تصريح صحفي، إن ذلك "جاء بناء على اتصال مع الحكومة الأمريكية ممثلة في المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو، واتصال من الحكومة المصرية".
وخلال لقاء مع الوفد الإعلامي السوداني المصري، قال قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إن "من يريد إيقاف الحرب في السودان، عليه الحديث مع المتمردين الذين يهاجمون المدنيين في مناطقهم"، مشيرا إلى أن "المساعي جارية لتشكيل حكومة لإدارة الفترة الانتقالية".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال المحلل السياسي، عمار العركي، إن "مفاوضات جنيف التي اقترحتها واشنطن تكاد تكون وصلت إلى نقطة اللاعودة حيث أن هذه المفاوضات وراءها كثير من الخطايا والدسائس، التي استشعرتها الحكومة، مما أدى إلى امتناعها عن المشاركة، وهي مباحثات محاطة بكثير من الضغوط والإملاءات، وكان اتجاه السودان نحو روسيا أحد الأسباب الرئيسية لتحريك هذه المفاوضات، فضلا عن قرب الانتخابات الأمريكية وحاجة الإدارة الأمريكية لتحقيق إنجاز في هذا الملف، ولهذا لم تكن مفاوضات جنيف معنية في المقام الأول بالواقع السوداني أو بأمر الحرب والملف الانساني".

وأوضح الكاتب أن "الوضع في السودان الآن على المستوى الرسمي والشعبي والسياسي يتجه كليا نحو منبر جدة، وبالتالي تسابق واشنطن الوقت لتأتي باختراق في هذا الأمر، وعندما باءت محاولاتها في تغيير وجهة الحكومة نحو جنيف وأصرت حكومة السودان على أنه لا بديل عن منبر جدة اضطر منبر جنيف للخضوع لرأي الحكومة، والذهاب إلى القاهرة أجل النظر في كيفية تنفيذ مخرجات منبر جدة التي تم التوصل إليها في مايو 2023".

و أوضحت خبيرة الشؤون السودانية، الدكتورة أسماء الحسيني، أن "اجتماعات القاهرة ستكون خطوة مهمة من أجل إعطاء دفعة قوية لإحياء المفاوضات، التي تجري من طرف واحد في جنيف، حيث أن مصر لها مصالح حيوية في أن يتم وقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أن "القاهرة لديها تنسيق مع أطراف جنيف، وفي نفس الوقت لديها اتصالات قوية مع الحكومة السودانية، وبإمكانها أن تلعب دورا في مناقشة المطالب وإرسال تطمينات للحكومة السودانية، والدفع بالعملية التفاوضية باتجاه حل يراعي كل مطالب الأطراف".
وأكدت الخبيرة أن "هناك إرادة دولية قوية الآن تجتمع في جنيف، من بينها مصر التي تشارك بصفة مراقب، ويريد الجميع يريد وقف هذه الحرب التي تنعكس بشكل كارثي على السودان وعلى المصالح الدولية في هذا المنطقة ذات الثقل الجيوستراتيجي".
وأشارت إلى أن "هناك عوامل دفعت إلى تزايد الاهتمام الأمريكي بهذا الملف من بينها تنافس القوي الدولية الكبرى مثل الصين وروسيا على الحضور في السودان، خاصة بعد أن دخلت إيران أيضا على خط الأزمة، وعرضت إرسال مسيرات للجيش، كما تريد الإدارة الأمريكية أيضا أن تكون التسوية في السودان ورقة انتخابية تصب في صالح المرشحة الديمقراطية".
مناقشة