بعد 13 عاما.. نواعير حماة الأثرية تستعيد سائحيها الأجانب

قالت مديرة سياحة حماة المهندسة يارا شرتوح، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" أن 173 سائحا من جنسيات أجنبية قصدوا محافظة حماة خلال الأشهر الثلاثة الماضية وكانت وجهتهم الرئيسية نواعير المدينة الأثرية، والتي يعود تاريخها إلى عهد "الآراميين".

وأضافت شرتوح أنه على الرغم من أن عدد السياح الأجانب ليس كبيرا، إلا أنه يعطي دلالة على تعافي القطاع السياحي في مدينة (أم النواعير) مع استقرار الأوضاع الأمنية، وبالتالي هذه الأرقام سوف تشهد ارتفاعاً تدريجيا خلال الفترة المقبلة، مع افتتاح عدد من المنشآت السياحية في محافظة حماة، وخاصة في ريفها الغربي الذي يتميز بجباله ووديانه رائعة الجمال والمساحات الكبيرة من الغابات الخضراء والأشجار المثمرة والمزروعات.

وتعد مدينة حماة من أشهر مدن العالم بآلات رفع الماء التي تدار بقوة التيار والتي تسمى الناعورة، وهناك عدد كبير من النواعير التي تتوضع على ضفاف نهر العاصي من جنوب شرق حماة وحتى الشمال الغربي منها، وتلعب النواعير دوراً أساسياً في الاقتصاد الزراعي لأنها في الأساس وسيلة مبتكرة من وسائل الري، وإن كان دورها في هذا المجال قد بدأ يقل شيئاً فشيئاً بسبب استخدام مضخات الماء الكهربائية.

والناعورة دولاب خشبي دائري الشكل، مثبت على محيطه صناديق تقوم برفع الماء من النهر أثناء الدوران لتعبئته في حوض عندما تصل إلى أعلى نقطة ثم تهبط فارغة لتملأ من جديد.

واسم الناعورة مشتق من صوتها كما ورد في معجم (لسان العرب)، وقد لعبت طبيعة نهر العاصي المتعرجة ومنحدراته دوراً كبيراً في وجود هذا الاختراع الذي ولد لكون مستوى المياه لنهر العاصي أخفض بكثير من مستوى السهول والأراضي حوله، لذا ابتكر الحمويون الأقدمون فكرة النواعير مما سهل وصول المياه إلى أعلى منطقة تحيط بنهر العاصي دون استعمال أي نوع من أنواع الطاقة، كما أنهم درسوا قوة المياه وبنوا الطواحين التي تعمل بقوة دفع المياه وهي باقية إلى وقتنا الحاضر.

ورغم صعوبة تحديد عمر دقيق لنواعير حماة، إلا أنه اكتشاف لوحة فسيفسائية تمثل ناعورة في مدينة (أفاميا) يعود تاريخها إلى العصر البيزنطي وهذا يدل على أن استعمال النواعير كان منذ العهد الروماني وربما من العهد السلوقي في القرن الثالث قبل الميلاد.

ومن أشهر النواعير داخل مدينة حماة، ناعورة المحمدية وناعورة المأمورية ومجموعة البشرية والناعورتان العثمانيتان وناعورة الجسرية والمؤيدية والكيلانية والجعبرية وناعورتا الخضورة وناعورة النخيلة وغيرها الكثير.

وخلال العقد الأخير، عانت محافظة حماة كمعظم المحافظات السورية تراجع مستويات السائحين الوافدين إليها، بسبب الاعتداءات المتكررة التي كانت تشنها التنظيمات المسلحة وخاصة تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودوليا) الذي كان يسيطر على الريف الشرقي للمحافظة، إلى جانب تنظيمات أخرى تتبع لتنظيم "جبهة النصرة" و"القاعدة" الإرهابيين في الريفين الشمالي والشمالي الغربي.

وتمكن الجيش السوري مع بداية عام 2020 من استعادة تلك المناطق وتحريرها وتوسيع طوق الأمان حول مدينة حماه وريفها.