وأضاف في مقال رأي لموقع "والا" الإسرائيلي، أنه "حتى انتخابات عام 2015، كان يؤيد نتنياهو، واحتفل بانتصاراته معه، وشاركه إحباطاته في الهزيمة".
وتابع أن "والداه علماه أن يؤمن بأن الحفاظ على الدولة الديمقراطية يتطلّب عدة إجراءات، هي فصل السلطات، واستقلال السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فضلا عن توفير صحافة غير متحيزة وحراس محايدين، ولهذا السبب كان قرار المدعي العام بعد عقد جلسة استماع، بتوجيه الاتهام إلى رئيس وزراء في منصبه في 3 قضايا احتيال وخيانة الأمانة صادما للغاية بالنسبة لي، وهو ما جعلني أدرك أنني خدعت أيضا بأكاذيب نتنياهو على مر السنين"، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
واعتبر دان نتنياهو أن "لائحة الاتهام التي وُجهت إلى بنيامين نتيناهو لم تفعل سوى تعزيز اعتقاده المشوه بأنه "هو الدولة"، وأنه سوف يحارب الدولة، وكما قالت زوجته، سارة نتنياهو، في ذات يوم: "إذا لزم الأمر، فلتحترق الدولة".
واتهم ابن عم نتنياهو قريبه بأنه "يعمل دون انقطاع على تدمير الديمقراطية الإسرائيلية، بإضفاء تشريعات لإضعاف استقلال المحكمة العليا، وأنه منذ اندلاع الحرب في غزة، قلب القواعد الراسخة، وهي تعيين قضاة يناسبون تفضيلات وزير العدل، واستخدام قوة شرطة مسيّسة لقمع المحتجين، وأسر الضحايا وأقارب المحتجزين، والمطالبة بالولاء الشخصي من حراس البوابة الجدد، ومهاجمة النائب العام باستمرار".
وأردف نتنياهو: "كل هذا يتم في حين يتم تشغيل آلة سم مدهونة جيدا، تستهدف بلا هوادة أولئك الذين يقاتلون للحفاظ على سيادة القانون، والمنظمات المدنية النشطة منذ اندلاع الحرب".
وواصل: "لقد كان نتنياهو يخون ويدمر البلاد لسنوات، سواء من حيث الأمن أو الاقتصاد، كما أنه عزز حركة "حماس" الفلسطينية على مدى 15 عاما من خلال المدفوعات النقدية دون إشراف، بينما سمح أيضا لـ"حزب الله" اللبناني بالنمو، من خلال الامتناع عن القيام بالعمل العسكري على مر السنين".
واتهم دان نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كذلك، بـ"تدمير اقتصاد إسرائيل، وقدرتها على تمويل نفقات الحرب الهائلة، من خلال تحويل الأموال إلى أغراض مثيرة للجدل، في حين لم تكن هناك مناقشات حول ميزانية العام المقبل 2025".
ولفت إلى أن نتنياهو "عرّض أمن إسرائيل للخطر، بإقناع أمريكا بالخروج من الاتفاق النووي مع إيران، دون تأمين عقوبات كافية".
واتهم نتنياهو كذلك "بتخلّيه عن الرعاية الاجتماعية للمواطنين الإسرائيليين، إذ يعيش نحو 31% منهم في حالة من انعدام الأمن الغذائي".
ويرى دان نتنياهو في مقاله أن قريبه "يعمل مرارا وتكرارا على تخريب الصفقات لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة "حماس" الفلسطينية، خوفا من أن تتخلى عنه الفصائل اليمينية المتطرفة في حكومته".
ومضى مستنكرا: "ألا يعنيه تدمير الدولة والمحتجزين؟ إنهم لا يعنونه حقا، بل إن هدفه الوحيد هو تمديد حكمه إلى أجل غير مسمّى، وتجنّب لجنة تحقيق حكومية في الأحداث التي أضعفت الديمقراطية، وأدت إلى اندلاع الحرب في غزة".
وأشار دان نتنياهو في مقال رأيه، إلى أن "بنيامين نتنياهو هو شقيق البطل الإسرائيلي الراحل، يوني نتنياهو، ونحن نتقاسم نفس الاسم العائلي، الذي ورثناه من جدنا الحاخام، ناثان ميليكوفسكي نتنياهو".
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 40 ألف قتيل فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، رغم وساطة تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أشهر، وتقديم مقترح اتفاق تلو الآخر لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومعبر رفح الحدودي بغزة، وتفتيش العائدين الفلسطينيين إلى شمال غزة من خلال ممر نتساريم.
بينما تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع، ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.