وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" العلمية، اليوم الجمعة، أنه مع اختفاء الخفافيش في أمريكا الشمالية، تسبّب ذلك في زيادة استخدام المبيدات الحشرية من جانب المزارعين، كوسيلة بديلة لحماية المحاصيل من الحشرات، والتي أثّرت بالتالي على صحة الرضع وأدت إلى وفاتهم في النهاية.
وتعرض الدراسة أدلة ملموسة، تدعم التوقعات بأن تراجع التنوع البيولوجي العالمي، سيكون له عواقب وخيمة على البشر.
وفي الدارسة، استفاد مؤلفها الرئيسي، إيال فرانك، من "تجربة طبيعية"، وهي الظهور المفاجئ لمرض الخفافيش القاتل "الأنف الأبيض"، من أجل قياس الفوائد التي توفرها الخفافيش آكلة الحشرات في مكافحة الآفات.
وبدأت متلازمة "الأنف الأبيض"، التي تسببها فطريات غازية، في الانتشار عبر أمريكا من مدينة نيويورك في عام 2006، مما أدى إلى مقتل الخفافيش عن طريق إيقاظها أثناء السبات في الشتاء، عندما تفتقر إلى الحشرات التي تتغذى عليها، ومحاولة البقاء دافئة، مما أدى إلى استنزاف طاقتها ووفاتها.
ولإجراء المزيد من التحقيق، تتبع فرانك انتشار متلازمة "الأنف الأبيض" في شرق أمريكا، وقارن استخدام المبيدات الحشرية في المقاطعات المتضررة بالمقاطعات غير المتضررة، ووجد زيادة هائلة بنسبة 31% في استخدام المبيدات الحشرية، حيث انخفضت أعداد الخفافيش.
ونظرا للارتباط بين المبيدات الحشرية والنتائج الصحية السيئة، فحص، إيال فرانك، ما إذا كان زيادة استخدام المبيدات الحشرية يرتبط بارتفاع معدلات وفيات الرضع.
ومع زيادة المبيدات الحشرية، ارتفع معدل وفيات الرضع بنحو 7%، مما أدى إلى 1334 حالة وفاة إضافية بينهم منذ انتشار مرض الخفافيش، مع احتمال أن تعمل المياه والهواء الملوثين كممرات لدخول المواد الكيميائية إلى البشر.
وأكد فرانك أن "الانتشار المتدرّج لمرض الحياة البرية، يدعم استنتاجه بأن نفوق الخفافيش تسبّب بشكل مباشر في ارتفاع معدل وفيات الرضع، وليس مجرد مصادفة يمكن تفسيرها بصعوبات ريفية أخرى، مثل تعاطي المخدرات أو الفقر".
وتابع فرانك: "نحن بحاجة إلى بيانات أفضل حول وجود المبيدات الحشرية في البيئة"، مضيفا أن نتائجه تؤكد أيضا على الحاجة إلى حماية الخفافيش.
وتضيف الدراسة الجديدة، إلى مجموعة الأدلة، التي تُظهر التأثيرات المتتالية لفقدان الحياة البرية على النظم البيئية.