وقال جال هيرش المكلف من جانب الحكومة الإسرائيلية بملف أزمة الرهائن، في تصريحات صحفية، "نريد عودة الرهائن كما نريد نزع سلاح حماس والقضاء على التطرف وبالطبع تأسيس نظام جديد يدير غزة".
وذكر أن "إسرائيل عرضت توفير الممر الآمن للسنوار قبل يوم ونصف دون تحديد الردود على ذلك"، مشيرا إلى أن الدولة العبرية "ستلتزم بالإفراج عن السجناء الذين تحتجزهم في إطار اتفاق مبرم".
ويرى الخبراء أن إسرائيل غير صادقة في هذا الطرح، وما تقترحه مجرد خدعة من أجل تهدئة الرأي العام الإسرائيلي الغاضب، مؤكدين على رفض حماس – إن صح هذا المقترح- التعاطي مع هذه الخطوة.
كذبة إسرائيلية
قال الدكتور ماهر صافي، الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل تحاول أن تصل إلى يحيى السنوار بأي طريقة حتى تشك بأن خارج قطاع غزة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فكرة الخروج الآمن للسنوار من قطاع غزة مقابل الإفراج عن الرهائن وإتمام صفقة الأسرى ووقف الحرب، مجرد كذبة ومخادعة إسرائيلية مكشوفة، لن يتعامل معها لا حركة حماس ولا السنوار نفسه، ولا أي فصيل في غزة.
وتابع: "من المعلوم لدى الجميع، أن إسرائيل لا يهمها في النهاية إلا القضاء على السنوار، من أجل أن يحقق نتنياهو أحد أهم أهداف النصر المطلق، التي أعلن عنها منذ بداية السابع من أكتوبر عام 2023.
وقال إن طرح إسرائيل هذا المقترح مجرد أفكار لتهدئة الرأي العام في الداخل الإسرائيلي وخفض حدة التصعيد من قبل المتظاهرين من أهالي الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين ضد سياسة نتنياهو مع ملف الأسرى.
بالون اختبار
في السياق، اعتبر ثائر أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني إن الأخبار التي تناقلت عن مسؤولين إسرائيليين اقترحوا منح رئيس المكتب السياسي لـ"حماس "يحيى السنوار" الخروج الآمن وهو وأفراد أسرته من قطاع غزة مقابل إنهاء الحرب وتأمين إدارة جديدة للقطاع بعيدة عن عودة حكم حركة حماس، تأتي في ظل تعثر المفاوضات المتعلقة بالتسوية والتوصل لصفقة التبادل.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تأتي هذه التصريحات في ظل تعنت بنيامين نتنياهو ومحاولات التسويف والمماطلة والتهرب من خلال حجج باطلة وكاذبة تمنع التقدم في مفاوضات صفقة التبادل، الهدف منها إطالة أمد وعمر الحرب على غزة.
وقال إن الاقتراح الإسرائيلي بشأن يحيى السنوار وخروجه الآمن هو وأسرته من قطاع غزة شرط أن تنتهي الحرب، مجرد "بالون اختبار" لقياس الرأي العام لدى قيادة حماس ورأيهم وقبولهم بالفكرة".
وتابع: "إن كانت إسرائيل جادة في هذه التصريحات فمن الممكن أن تنقل رسالتها عبر فريقها المفاوض إلى الوسطاء، ليتم طرح الموضوع والبحث فيه مع كافة الأطراف ذات العلاقة والوسطاء، لكن إسرائيل وضعت شروطا مسبقة وتعديلات عديدة على طاولة المفاوضات من أجل إنجاز صفقة تبادل ولكنها تراجعت عن قبولها في اللحظات الأخيرة.
وأوضح أن ما يتم طرحه من قبل إسرائيل، ومن ثم التراجع عنها، خطة مناورة وتسويف لإطالة أمد الحرب، وإلا يمكنها طرحها على طاولة التفاوض أمام الوسطاء وكل الأطراف ليتم التباحث حولها.
واتهم هيرش، "حركة حماس بالعمل على إملاء الشروط والتنصل من إيجاد اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، مقارنا بين السنوار والزعيم النازي أدولف هلتر"، متابعا: "بالتوازي، يجب أن أعمل على الخطة البديلة بي وسي ودي، لأنني يجب أن أعيد الرهائن إلى منازلهم.. الوقت يمضي، والرهائن ليس لديهم وقت".
يأتي ذلك بعدما طالب مدعي المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بإصدار أوامر اعتقال عاجلة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الانتهاكات في قطاع غزة.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأن "مدعي الجنائية الدولية طالب أيضا بإصدار أمر اعتقال بحق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس حركة حماس يحيى السنوار بشكل عاجل"، مؤكدا أن "التقديرات هي أن مدعي الجنائية الدولية طلب إصدار أوامر الاعتقال قبل كلمة نتنياهو بالأمم المتحدة الشهر الجاري".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأت بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 41 ألف قتيل ونحو 95 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين.