راديو

خطورة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بعد عملية معبر الكرامة وتداعياته على العلاقات مع الأردن

شهدت الأردن تظاهرة دعت إليها أحزاب يسارية وإسلامية أردنية، الأحد الماضي، وشارك فيها المئات تأييدا لعملية معبر اللنبي- جسر الملك حسين كما يُسمى في الأردن، ومعبر الكرامة كما يسمى في الجانب الفلسطيني، بين الأردن والضفة الغربية، التي قتل فيها ثلاثة من عناصر سلطة الحدود الإسرائيلية في عملية إطلاق نار قام بها مواطن أردني.
Sputnik
وتأتي هذه العملية المفاجئة لتل أبيب في سياق التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، واستمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو العام.
و أعلنت وزارة الداخلية الأردنية في بيان أنّ "التحقيقات الأوليّة في حادثة إطلاق النار في الجانب الآخر من جسر الملك حسين، أكّدت أن مطلق النار هو مواطن أردني اسمه ماهر ذياب حسين الجازي، مؤكدة أن "الحادث هو عمل فردي"، ويجري "التنسيق بين الجهات المعنيّة لاستلام جثة منفذ العملية لدفنها في الأردن".
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معلقا على عملية المعبر بالقول: "إنه يوم صعب على إسرائيل".
و أضاف أن: "إسرائيل محاطة بإيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني، وفي الأيام الأخيرة، قام إرهابيون حقيرون بقتل 6 من مختطفينا بدم بارد، و3 من ضباط الشرطة الإسرائيلية"، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تتصاعد دعوات اليمين المتطرف لاستيطان غور الأردن وضمه للسيادة الإسرائيلية، إضافة إلى فرض عقوبات جماعية على أهل الضفة وخطوط التجارة والتنقل.
قال د. علي العبوس رئيس مجلس النقباء السابق، إن التأييد غير المسبوق لعملية معبر الكرامة، يأتي من قلب المعاناة المستمرة بسبب خطط العدو الصهيوني من أجل تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، و أيضا حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة منذ عام".
وأضاف العبوس أن كل هذا أدى إلى تراكمات في نفوس الأردنيين، الذين يشكلون أطول خط مواجهة مع إسرائيل.
كما أن هذا الأمر عززته أيضا التهديدات المتكررة من قبل إسرائيل ونتنياهو، فضلا عن الضغوطات النفسية المستمرة، بحسب قوله.
وأكد أن الرسالة الواضحة المباشرة الموجهة للعدو الصهيوني بعد عملية معبر الكرامة، هو أن تهديد الأردن لن يمر هكذا، معتبرا أن تهديد الأردن يعد لعبا بالنار.
و قال إن التمادي في حرب الإبادة ضد غزة وصمت الأنظمة إزاء ذلك لا يعني أن الشعب سيبقى صامتا، على حد قوله.

من جهته، أكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني والقيادي في حركة فتح، موفق مطر، على أن القيادة الفلسطينية مستمرة في النضال القانوني والسياسي التي يعتبر من أشكال المقاومة المشروعة التي اتخذتها منظمة التحرير الفلسطينية.

وشدد على أن السلطة لا تهتم بهذه التهديدات من منظومة الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمها، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية تؤمن بأن الحق الفلسطيني لا يمكن التنازل عنه أبدا.
وأوضح أنه عندما اتبعت السلطة سبيل السلام والشرعية الدولية وقراراتها تعاملت بمصداقية، بينما كانت تخطط إسرائيل إلى ضرب كل هذه القرارات ولم تتقيد بقرار واحد منها.
ولفت إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تساند إسرائيل على مر العصور في مواقفها غير القانونية التي تتعارض مع الشرعية الدولية، مما أدى إلى تعطيل نتنياهو وحكومته عملية السلام ومنع إقامة دولة فلسطينية، لتوسيع دائرة الاحتلال ودعم منظومة المستوطنين، الذين أصبح لهم حكومة بتواجد وزراء متطرفين فيها.
مناقشة