راديو

هل يمثل بيان مدريد علامة فارقة في حرب غزة؟

دعا الاجتماع الوزاري حول القضية الفلسطينية، الذي انعقد في العاصمة الإسبانية مدريد، جميع الأطراف وأعضاء الأمم المتحدة للانضمام إلى الاجتماع الموسّع حول "الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل".
Sputnik
وطالب البيان المشترك، بـ"انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية المحتلة من غزة ومن بينها محور فيلادلفيا، وإعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وبقية الحدود".
وأشار البيان إلى ضرورة الالتزام المشترك بتنفيذ حل الدولتين، حيث أنه "السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين، والتنفيذ الموثوق وغير القابل للتراجع لحل الدولتين، وفقا للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها ومن بينها مبادرة السلام العربية".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، اعتبر المحلل السياسي إيلي نيسان، أن "بيان مدريد أحادي الجانب، وكان هناك في الماضي بيانات من هذا القبيل وهي لا تلزم إسرائيل، كما لم يأت هذا البيان على ذكر مصير المخطوفين"، مشيرًا إلى أن "ما يهم الدول في بيان مدريد فقط هو انسحاب إسرائيل دون الأخذ في الحسبان الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أمجد شهاب، أن "البيان من الناحية السياسية والقانونية يفتقر إلى أدوات يمكن من خلالها الضغط على إسرائيل، والمشكلة تكمن في إسرائيل والولايات المتحدة"، معتبرًا أن "إصدار هذا البيان لا يزيد قيمة عن البيانات التي تصدر عن الجامعة العربية، لكنها لا تمتلك قوة لوقف المذبحة في غزة".

وأكد شهاب أن "هناك العديد من القرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، والأمر يتوقف على إيجاد حل سياسي"، معتبرًا أن "بيان مدريد محاولة لن تتكلل بالنجاح إذا لم تكن هناك إرادة سياسية دولية خاصة لدى الولايات المتحدة التي تحمي وتدافع عن إسرائيل".

وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد سليم، أن "البيان هو جزء من المشاركة الدبلوماسية ممثلة في السلطة الفلسطينية، والدبلوماسيين العرب من أجل إيجاد واقع ملموس للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين بشكل أساسي"، مشيرًا إلى أن "مدريد ترمز إلى تفاهمات السلام مع إسرائيل عام 1991، من أجل الخروج بحل عادل، ويأتي هذا السياق في ظل رفض السياسيات الإسرائيلية وعملية الاستيطان وفرض الأمر الواقع في الضفة الغربية ويؤثر أيضا فعليا على قطاع غزة وما يحدث فيه من عمليات إبادة جماعية".

وأوضح سليم أن "جميع الأطراف المجتمعة أكدت أنها تريد إنهاء العدوان على غزة ومن ثم الذهاب في مشروع سياسي فعلي للاعتراف بدولة على حدود 67، حسب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن"، معتبرًا أنها "خطوة دبلوماسية مهمة يتعين متابعتها من قبل صانعي القرار خاصة الرباعية الدولية، ومجلس الأمن والأمم المتحدة، بحيث تتبني الضغط على الاحتلال لوقف ممارساته"، مؤكدًا أنه "يمكن فعليا إجبار الاحتلال على القبول بحل الدولتين إذا كان هناك إرادة دولية".

مناقشة