وقال مدير قلعة حلب، محمد نور حباق، لـ"سبوتنيك": "احتضنت القلعة أول فعالية ثقافية ذات طابع روحي ديني منذ فترة قصيرة، في "قاعة العرش" التي لم تسلم من ضرر الزلزال، الذي أصاب على واجهتها الخارجي ومدخلها وبعض التشققات في سطحها".
وأضاف حباق أن العمل جار على ترميم القاعة التاريخية وتحديداً مدخلها، على أن يعاد تأهيل واجهتها خلال الفترة القادمة دون أن يمنع ذلك من إحياء الأنشطة الثقافية، مؤكدا أن قلعة حلب آمنة لاستقبال الأنشطة الثقافية والفنية، فالأضرار تقتصر على الواجهات والمدخل، الذي تم البدء في ترميمه.
مدير آثار حلب لـ "سبوتنيك": استئناف السياحة في القلعة بعد ترميم أضرار الزلزال
© Sputnik . Sohaib Omraya
ولفت حباق إلى البدء بتدعيم مئذنة الجامع الأيوبي، المتضرر بشكل كبير، لذا بدأ بتدعيم المئذنة لإزالة الخطورة على أن يباشر بترميم بقية أقسام الجامع خلال الفترة المقبلة أيضاً.
وفق الأولويات
أضرار قلعة حلب، التي لم تتأذى خلال سنوات الحرب الضروس كما تضررت خلال الزلزال، لم تقتصر على هذين القسمين التاريخيين.
مدير آثار حلب لـ "سبوتنيك": استئناف السياحة في القلعة بعد ترميم أضرار الزلزال
© Sputnik . Sohaib Omraya
وأكد مدير الآثار والمتاحف في محافظة حلب، الدكتور صخر علبي، لـ"سبوتنيك" أن عمليات الترميم مقررة بالكامل، بما فيها التي لا تزال رهن الدراسات الفنية، فالإنجاز يتم وفق الأولويات والضرورة وتأمين التمويل اللازم أيضاً.
وقال علبي:
التركيز حالياً على تدعيم مئذنة الجامع الأيوبي المتضررة بشدة، وبعدها سترمم بقية أجزاء الجامع لإزالة الخطورة عنه، وقد عُمد إلى تأمين مسار خاص بالسياح لإبعادهم عن أعمال الترميم وضمان سلامتهم بالوقت ذاته، كما سيرمم الجامع الصغير القريب من الجامع الأيوبي بالتوازي مع المسار السياحي، لكن ذلك قيد الدراسات الفنية.
مدير آثار حلب لـ "سبوتنيك": استئناف السياحة في القلعة بعد ترميم أضرار الزلزال
© Sputnik . Sohaib Omraya
ولفت علبي إلى أنه على مقربة من الجامع الأيوبي توجد الثكنة العسكرية العثمانية، التي تحولت اليوم إلى متحف لموجودات القلعة ترمم أيضاً بعد تضررها.
لا خطورة على السياح
وبثقة العارف، يطمئن الدكتور علبي زوار القلعة وخاصة من يحضر الفعاليات التي تقام في قاعة العرش التاريخية، القاعة سليمة إنشائياً، لكن يوجد ضرر بسيط في سقفها وتشققات في واجهتها ومدخلها وتحديداً البرج المنفصل، ورغم هذه الأضرار لا يوجد أي عامل خطورة، وبناء عليه سمح بإعادة تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية بطابعها الهادف، والأمر ذاته ينطبق على المسرح المكشوف، الذي تبين بعد إجراء الدراسات الفنية اللازمة إمكانية تنظيم مثل هذه الفعاليات رغم حاجته إلى ترميم بسيط.
مدير آثار حلب لـ "سبوتنيك": استئناف السياحة في القلعة بعد ترميم أضرار الزلزال
© Sputnik . Sohaib Omraya
ولفت الدكتور علبي إلى أن الترميم سيشمل الجسر المحمول الواقع بين البرج المتقدم وقاعة العرش، إضافة إلى أسوار القلعة العلوية والخندق، التي تضررت أيضاً خلال الزلزال.
ترميم كامل
وبالمقابل، أكد مدير الآثار والمتاحف أن بعض أقسام قلعة حلب تحتاج إلى ترميم كامل كالمطحنة، حيث تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير لترميمها نتيجة تضررها الشديد، لذا ستترك إلى فترات لاحقة لحين الانتهاء من الأقسام الأكثر أولوية وخاصة أنها تقع في نقطة بعيدة.
مدير آثار حلب لـ "سبوتنيك": استئناف السياحة في القلعة بعد ترميم أضرار الزلزال
© Sputnik . Sohaib Omraya
استدراك النواقص
وشدد الدكتور علبي أنه بعد إجراء الدراسات الفنية اللازمة لترميم قلعة حلب، سيستدرك نقاط الخلل والنواقص وتعالج سواء فيما يتعلق بالترميم أو تأمين الخدمات الأساسية، فمثلاً سيتم تركيب طاقة شمسية للجزء المظلم من القلعة، الواقع بعد نهاية الجسر المحمول والذي يأخذ شكل حرف "u" حرصاً على سلامة السياح، مشيراً إلى الدور الكبير الذي تقدمه الحكومة السورية لتأمين خدمات البنى التحتية اللازمة.
بأيادٍ سورية
ولفت الدكتور علبي عند سؤال "سبوتنيك" له عن الصعوبات التي تواجه أعمال الترميم أكد أن نقص التمويل اللازم يعد أهمها، لذا تنجز على مراحل، ونقص اليد العاملة الحرفية الخبيرة وقلة الأجور، لكن نفخر أن جميع الأعمال تتم بخبرات محلية سورية حسب قوله.
مدير آثار حلب لـ "سبوتنيك": استئناف السياحة في القلعة بعد ترميم أضرار الزلزال
© Sputnik . Sohaib Omraya
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علبي أن البعثة الألمانية السورية ستعود إلى مواصلة أعمال التنقيب في معبد "آله العاصمة حدد" الواقع في قلعة حلب، العائد بتاريخه إلى 1500 قبل الميلاد، فمنذ سنوات باشرت البعثة أعمالها لكن الزلزال أوقفها عن العمل، لذا ستبدأ من جديد خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.