ويقع الإقليم في منطقة حدودية مع تركيا وإيران تشهد دائما خلافات حادة تصل إلى معارك دموية حيث يتعرض الإقليم في كثير من الأحيان للقصف التركي بذريعة أنه يأوي عناصر إرهابية تعمل ضد تركيا تتمثل في حزب العمال الكردستاني والذي تصنفه تركيا جماعة إرهابية.
بينما تتهم إيران الإقليم أيضا باحتضان فصائل إرهابية تشجع المعارضة المسلحة وتثير التوتر داخل البلاد وهو ما يؤدي أيضا إلى هجمات إيرانية بالأسلحة الثقيلة على مناطق في الإقليم.
أخيرا شهدت العلاقات بين إيران وإقليم كردستان العراق الذي هو تقليديا حليف واشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسنا ملحوظا في الأشهر الأخيرة. وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.
في سياق آخر، ينتظر الإقليم الانتخابات التشريعية المحلية حيث أعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق في بيان إنها حددت موعدا جديدا لإجراء الانتخابات البرلمانية في 20 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد تأجيل متكرر.
وقد تأجلت هذه الانتخابات كثيرا بعد أن اعلن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم إنه سيقاطع الانتخابات احتجاجا على قرار أصدرته المحكمة الاتحادية العليا.
وقضت المحكمة الاتحادية العليا في العراق بإلغاء 11 مقعدا كانت مخصصة للأقليات، منهم التركمان والآشوريون والأرمن، وبخفض عدد مقاعد البرلمان الإقليمي إلى 100.
وعدل حكم فبراير النظام الانتخابي بتقسيم إقليم كردستان إلى أربع دوائر انتخابية بدلا من نظام الدائرة الواحدة المعتمد في الانتخابات السابقة عام 2018.
ورفض الحزب الديمقراطي الكردستاني قرار المحكمة العليا باعتباره غير دستوري وقاطع إجراء تسجيل مرشحيه.
وأصدرت المحكمة الاتحادية حكما جديدا في أواخر مايو أعادت خمسة من المقاعد المخصصة للأقليات، في خطوة قال مسؤولون إقليميون إنها ساعدت في تخفيف التوتر وأقنعت الحزب الديمقراطي الكردستاني بالموافقة على المشاركة في انتخابات أكتوبر.
قالت الدكتورة خالدة خليل المتحدثة الرسمية للمقر الرئيسي للبارزاني والنائب السابق في البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي والمكون الإيزيدي إن المكون الإيزيدي الذي تنتمي إليه، يعد من الأقليات التي تعرضت إلى إبادات مستمرة في التاريخ وعبر العصور، وهو من أقدم المكونات التي عاشت في هذه المنطقة، وهم من الكرد الأصلاء وديانتهم مختلفة وهي الإيزيدية التي هي قديمة جدا جدا وقد عانوا ما عانوه بسبب اختلافهم الديني والقومي.
وأضافت أن ذاكرة الإنسان الإيزيدي هي ذاكرة حزينة وذاكرة مجروحة تحملت الكثير من الظلم والاضطهاد، فقد تعرضوا لمحاولات قسرية كثيرة لطمس هويتهم وهي ممارسات لا توصف إلا بأنها وصمة عار على جبين الإنسانية، والأنكى من كل ذلك مسالة السبي في الإبادة التي تعرض لها الإيزيدون عام 2014 على يد ضباع قتلوا الكثيرين وسبوا النساء الإيزيديات وجعلوا المرأة الإيزيدية في عصرنا هذا تباع في أسواق النخاسة، على حد تعبيرها.
وبالحديث عن انتخابات أكتوبر المنتظرة، أضافت دكتورة خالدة أن الانتخابات هي جزء حيوي من العملية الديمقراطية في سبيل الدفع بالديمقراطية إلى الأمام، وهي التي تمنح الشرعية للمؤسسات من خلال المشروعية التي يؤكدها الشعب عبر صناديق الاقتراع، وبالتالي يجب أن تكون الانتخابات نزيهة وتحقق العدالة والالتزام بنظام الحكم الديموقراطي والالتزام بالقانون وضمان حقوق المشاركة واحترام الدستور وعدم الانحياز إلى أي حزب بشكل مباشر أو غير مباشر..
وأوضحت خالدة خليل أن ما حدث وتردد من أن هناك خلافات حادة قبل هذه الانتخابات وصلت إلى إعلان الحزب الديموقراطي انسحابه منها ثم العودة إليها من جديد، لم يكن انسحابا ولا مقاطعة نهائية بل تعليق للمشاركة حتى تتحقق شروط محددة تتلخص في ضمان نزاهة الانتخابات وعدم الانحياز لطرف على حساب آخر لاسيما وسط التدخلات الإقليمية وكذلك ما حدث من القضاء خلافا للدستور.