راديو

بعد دعوة ماكرون لإعادة النظر في العلاقات مع روسيا.. هل غيرت أوروبا وجهتها؟

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه "سيكون على أوروبا أن تعيد النظر في علاقاتها مع روسيا في المستقبل، والسلام في هذه القارة".
Sputnik
جاء ذلك خلال مؤتمر دولي للسلام في باريس قال فيه: "يجب أن نضع في الحسبان الواقع الجغرافي لأوروبا، التي لا تقتصر على الاتحاد الأوروبي، ولا الناتو بكل تأكيد" مؤكدا: "نحن بحاجة إلى نظام سيكون فيه تمثيل ملائم للدول، وسيكون ذلك من خلال أجهزة أكثر عدالة، سواء في هيئة الأمم المتحدة أو البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي".
ويعتزم ماكرون تناول هذه القضية أثناء الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انطلقت أعمالها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال الباحث في الجغرافيا السياسية، د. عماد الحمروني إن "إعلان ماكرون جاء في لقاء من أجل السلام، وبالتالي عرض تصوره لنظام عالمي جديد، وتحديث مؤسسات الأمم المتحدة، وتعرض خلال الحديث للدور الروسي في التأثير على المستوى العالمي والأوروبي، وقال إن أوروبا يجب ان تكون لديها علاقات متوازنة" مشيرا إلى أن "ماكرون عودنا أنه عندما يتعرض لأزمات داخلية فإنه يحاول الظهور بمظهر القائد الأوروبي الذي يسعى لإيجاد نمط جديد، ومؤسسات جديدة تضمن التوازنات، وسياسات جديدة تؤمن الوجود الأوربي".
وأوضح الباحث أن "ماكرون يري منذ وصوله لرئاسة فرنسا أن موقف أوروبا ضعيف سواء أمام الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين، وهو يحاول في تصريحه الأخير أن يقول أن المخرج من هذه الأزمة سياسيى، ويستغل في هذا التوقيت الفجوة في الموقف الأمريكي حيث التجاذبات والموقف السياسي غير الواضح، لهذا حاول استغلال هذا الظرف لإبداء رأيه الاستراتيجي".
وأكد الحمروني أن "ماكرون يحاول أن يوحي بأن الاتحاد الأوروبي مؤسسة لها استقلالية في اتخاذ المواقف الاستراتيجية، لكن للأسف من يقود السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي هو الناتو، واستقلال القرار الأوروبي مستبعد ما دامت أوروبا لا تملك القوة العسكرية، وسبق أن حاول ماكرون إنشاء جيش أوروبي، لكن لم تستطع دول الاتحاد الاوروبي الخروج من الهيمنة الأمريكية إلى يومنا هذا".
وأوضح الباحث الاستراتيجي، د .آصف ملحم أن " فرنسا كانت حتى وقت قريب من أكثر الدول الأوربية قربا من روسيا، وفي السياسة لا يوجد عداء دائم، ويأتي إطلاق ماكرون لهذا التصريح ليكون بمثابة صمام أمان له، فالمصالحة ستتم في النهاية، وربما يكون لدي ماكرون أهداف أخرى في مقدمتها المشكلات السياسية التي يواجهها في الداخل الفرنسي، والتي أججتها الأزمة الأوكرانية".
وحول اطمئنان روسيا للدعوة الأوروبية، قال ملحم إن "القارة الأوروبية مازالت منقسة بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا، وهذه الأمور ترتبط بالانتخابات لدي ألمانيا وبأمور داخلية في كل بلد" مشيرا إلى أن "تاريخ العلاقات المريرة بين أوروبا وروسيا ترك شرخا كبير في الثقة بينهم، ولكن إذا كانت هناك صيغة واضحة ومتفق عليها، وتلبي شروط روسيا فيمكن لموسكو القبول بها" مؤكدا أن "روسيا أوضحت أنها منفتحة على أي مبادرة، لكنها ستكون حذرة بشكل أكبر في المستقبل".
وأوضح الباحث الاستراتيجي أن "دعوة ماكرون تتبني إنشاء نظام عالمي جديد، وهو أحد أهداف روسيا من العملية العسكرية في أوكرانيا" مؤكدا أنه "سيتعين على جميع القوى بمن فيهم الولايات المتحدة القبول ببناء أسس هذا النظام الدولي الجديد".
مناقشة