في الشمال تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة بما لها من تداعيات خطيرة على الوضع الأمني المصري وتبادل الاتهامات بين مصر وإسرائيل التي أغلقت معبر رفح واحتلت محور صلاح الدين "فلادلفيا " بالإضافة الى خطط إسرائيل التي خرجت للعيان في محاولة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى سيناء، الأمر الذي رفضته مصر مرارا وحذرت من مواجهتة بالقوة وحشدت لهذه الفكرة الكثير من القوات المصرية على حدود القطاع .
الجبهة الأخرى في جنوب مصر والتي تستمر للعام الثاني على التوالي مع الحرب المستعرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الحرب التي أدت الى نزوح مئات الالاف من السودانيين باتجاه مصر ، وهو ما أدى الى مخاوف أمنية في الداخل المصري حيث وجدت القاهرة نفسها فجأة وبدون ترتيب مجبرة على استقبال الاشقاء السودانيين للتخفيف عنهم ومساعدتهم في أزمتهم.
ملف آخر يعتبر من ركائز الأمن القومي المصري يتمثل في أزمة سد النهضة الذي أعلنت إثيوبيا اكتمال بناؤه والاقتراب من انتهاء مراحل تخزين المياه خلف السد رغم معارضة مصر وفشل كل محاولات التوصل لاتفاق عبر الحوار والمفاوضات.
وبدأت مصر تتحرك مع التوتر الجديد بين الصومال وإثيوبيا التي وقعت اتفاق مع إقليم ارض الصومال الذي يسعى للانفصال عن دولة الصومال لاستخدام ميناء في الإقليم، والوصول لمياه البحر الأحمر، واتخاذ منفذ بحري لأديس أبابا هناك.
مصر أرسلت شحنات من الأسلحة للصومال بعد اتفاق تعاون عسكري بين البلدين معلنة أنها تساعد مقديشيو في الحفاظ على السيادة على أراضيها ، وهو ما أغضب إثيوبيا التي أرسلت هي الأخرى شحنات أسلحة الى إقليم ارض الصومال وخرجت الكثير من البيانات من الدولتين تلمح فيه كل دولة ضد الأخرى بأن هذا اللجوء للتسليح لن يؤدي سوى الى مزيد من التوتر.
قال المتخصص في الأمن القومي والعلاقات الدولية، اللواء محمد عبد الواحد، إن العلاقات بين مصر وروسيا تاريخية وتعززت مع بداية فترة الرئيس عبدالفتاح السيسي ووصلت إلى علاقات استراتيجية.
ولفت إلى الأهداف والتحديات المشتركة للبلدين فيما يخص الأطماع الجيوسياسية والأمنية، لذلك " نجد تقاربا واضحا بينهما للتشاور في القضايا الإقليمية والدولية والتعاون الثنائي والتبادل التجاري والاستفادة من الخبرات الروسية في أمور كثيرة."
وأكد أن المهددات على الأمن القومي المصري كثيرة في ظل المواجهات المشتعلة على الحدود غربًا في ليبيا التي تعاني حالة من عدم الاستقرار، وكذلك في الشمال الشرقي بقطاع غزة وما تقوم به إسرائيل من محاولات لتهجير الفلسطينيين ، لكن تم وأد هذا المشروع.
وأضاف أن مصر تأثرت بسبب ما يجري في البحر الأحمر وضربات الحوثيين في مساندة المقاومة في غزة مما أثر على دخل قناة السويس، بالإضافة إلى تحديات الحرب في السودان وتداعياتها الخطيرة.
في حديثه للقاء سبوتنيك قال عبد الشكور عبد الصمد الكاتب والباحث في الشأن الإفريقي إنه ليست هناك أي مشكلة بين إثيوبيا والصومال فالجيش الإثيوبي موجود بالآلاف في الصومال وبتكليف وبالاتفاق والتوافق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وبالتالي ليس هناك مشكلة، لكن الجديد أن الحكومة في الصومال أرادت أن تستعيد الزخم السياسي في الداخل وأن تجمع الأشقاء في الصومال حولها بافتعال هذه الأزمة ولكن في الأساس ليست هنالك أي مشكلة بين إثيوبيا والصومال.. وهذا التحدي لن يتجاوز حدوده ولن يصل إلى الخطر الحقيقي مستبعدا تماما أن يكون هناك حرب.
وأضاف عبد الصمد أن الأزمة إعلامية وليست موجودة في الحقيقة لكنهم يتحدثون عنها وتشغل الجميع إعلاميا فقط ، أما ما يترتب على ذلك فهو توتر الأجواء في المنطقة وتداعياتها أيضا تتركز على عدم الاستقرار السياسي وحتى التوتر الاجتماعي وما يستتبع ذلك من تأثير على مشاريع التنمية سواء في الصومال وأرض الصومال وفي إثيوبيا - أي في كل المنطقة، وحتى الأشقاء في مصر ليسوا بمنأى عن هذا التوتر، وإذا كنا جميعا على موقف واحد فسنتغلب على أي توتر كائن.