مسار الأعمال القتالية
في صباح يوم 7 أكتوبر 2023، تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي غير مسبوق من قطاع غزة، حيث دخل مقاتلو "حماس" المناطق الحدودية، وأطلقوا النار على العسكريين، واحتجزوا أكثر من 250 إسرائيليا، وأطلقت عليها "حماس" عملية "طوفان الأقصى".
وردًا على ذلك، شنّ الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" في قطاع غزة، والتي تضمنت ضربات ضد أهداف مدنية. وأعلنت إسرائيل فرض حصار كامل على القطاع، وتم قطع المياه والكهرباء والوقود والغذاء والدواء.
لم تتحقق الآمال في نهاية سريعة للصراع، فقد قالت إسرائيل إن الحرب لن تنتهي حتى تتحقق أهدافها المعلنة - إطلاق سراح جميع الرهائن والقضاء التام على "حماس" وتقديم ضمانات بعدم وجود تهديدات أخرى لإسرائيل من غزة.
بعد حوالي ثلاثة أسابيع من بدء الصراع، شنت إسرائيل عملية برية في قطاع غزة وتم تقسيم القطاع الفلسطيني فعلياً إلى شطرين جنوبي وشمالي. في شهر مايو/أيار، شن الجيش الإسرائيلي عملية في رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تعتبر آخر معاقل "حماس"، وفقا للجيش الإسرائيلي. وخلال هذه العملية، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وممر فيلادلفيا، الأمر الذي أثار استياء مصر.
الضحايا والدمار
وبحسب السلطات الإسرائيلية، قُتل نحو 1.2 ألف شخص نتيجة اجتياح حركة حماس للمناطق الحدودية في البلاد. ووفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، ما يقرب من 42 ألف من سكان قطاع لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي. ولا تشمل الإحصاءات القتلى الذين لم يتم انتشالهم من تحت أنقاض المباني المدمرة.
قال مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة (UNOSAT) في أواخر سبتمبر/أيلول، أن نحو 66% من جميع المباني في قطاع غزة، أو أكثر من 163,000 مبنى، قد دُمرت أو تضررت في الصراع في القطاع منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.
محاولات التسوية
منذ بداية النزاع المسلح، كانت هناك دعوات لا حصر لها للمفاوضات ووقف إطلاق النار. وقد تم تقديم عدد كبير من القرارات ذات الصلة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم إسرائيل عرقلت العديد منها.
وتم الاتفاق بين الطرفين على هدنة استمرت أسبوعًا في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة. وفي سياقها، تم تبادل بعض الرهائن الإسرائيليين بالفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
وفي كانون الأول/ديسمبر، استؤنفت الأعمال العدائية، حيث واصلت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة وواصلت الجماعات الفلسطينية إطلاق الصواريخ بشكل دوري باتجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية. وقد فشلت جميع محاولات الوسطاء اللاحقة للتوصل إلى اتفاق، على الرغم من المفاوضات والمشاورات المتكررة في القاهرة والدوحة. وعلى وجه الخصوص، لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.
وفي الوقت الحالي، وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، حيث لا يُظهر الطرفان المرونة الكافية والرغبة في تقديم أي تنازلات جدية وإلقاء اللوم على بعضهما بعضا في فشل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين.
إحدى العقبات هي مطالبة إسرائيل بالحفاظ على سيطرتها على الحدود بين قطاع غزة ومصر. وتعتبر قيادة حماس هذه الشروط غير مقبولة وتطالب بالانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وتبدو احتمالات استمرار المفاوضات قاتمة على خلفية التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" اللبنانية، التي بدأت قصف إسرائيل منذ اليوم الثاني منذ بدء عملية "طوفان الأقصي".
المساعدات الإنسانية لغزة ومصير الرهائن
وبدأت المساعدات الإنسانية والطبية تتدفق إلى قطاع غزة عبر الجانب المصري من معبر رفح في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، لكنها لم تكن كافية لتلبية احتياجات سكان القطاع. وتعرضت إسرائيل لانتقادات بسبب إجراءات الفحص المعقدة التي تطبقها على الشاحنات التي تنقل المساعدات إلى غزة. أصبح وضع التسليم معقدًا للغاية بعد أن سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي.
وكما كتبت وسائل الإعلام، يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن نصف الرهائن الـ 97 الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في قطاع غزة ما زالوا على قيد الحياة. وأكد جيش الدفاع الإسرائيلي رسميا مقتل 33 شخصا فقط. وأكدت حركة حماس مرارا وتكرارا أن الرهائن الإسرائيليين يموتون خلال الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة.