وقبل ساعات أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، بدء عملية برية جديدة شمال قطاع غزة، مشيرا إلى أن لديه معلومات بأن حركة حماس تحاول ترميم بنيتها العسكرية.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت السبت، أن الجيش يستعد لشن هجوم كبير على إيران، ويتوقع تعاونا كبيرا في العمل الهجومي من الدول الشريكة في المنطقة".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال الخبير العسكري العميد، د. حسن جوني إن "الجيش الإسرائيلي، الذي يخوض قتالا منذ 11 شهرا على أكثر من جبهة، أصبح يعاني من أزمة كبيرة في العديد، وربما في العتاد أيضا، وفيما يتعلق بالعديد هناك أزمة جادة ناتجة عن إنهاك القوات في قتال مستمر والإصابات في صفوف الجيش، وقد اتجه في هذا السياق إلى تجنيد الحريديم والأفاراقة في مسعى لإضافة عديد جديد للقوات"، مشيرا إن "هذا هو السبب الذي كانت من أجله نصيحة وزير الدفاع لنتانياهو بتوقيع صفقة مع حماس لأن الجيش لن يستطيع فتح جبهة أخرى في لبنان، لكن لا ندري ما الذي تغير بين عشية وضحاها عندما كان وزير الدفاع على وشك الاستقالة ثم بدأت الحرب على لبنان".
وأكد الخبير أن "جهد الجيش الإسرائيلي مشتت وسينعكس هذا على أدائه، وهو ما حصل بالفعل عندما حاولت طلائع الهجوم البري التوغل في لبنان، وفشلت عندما اصطدمت بشكل مفاجئ مع مجموعات من حزب الله، وهنا تريث الجيش الإسرائيلي وبدأ يفرط في استخدام القوات الجوية ومتابعة الاغتيالات من خلال التفوق السيبراني".
وأوضح جوني أن "الخط الساخن الذي انفتح بين إسرائيل وإيران على وقع الرد والرد المقابل هو خط إقليمي ودولي، وسيسهم في مزيد من التشتت للجهد الإسرائليي، وستكشف الساعات المقبلة مآلات المشهد وتطوراته".
وأوضح الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. مختار غباشي "هناك شريك أساسي مع إٍسرائيل في هذه المعارك يتمثل في الولايات المتحدة ومن خلفها أربع دول أساسية في الغرب هي ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا" مشيرا إلى أن "إسرائيل ليست من أصحاب الحروب الطويلة، ويستحيل أن تمارس العدوان على هذا النطاق الواسع ، وتقوم بإفشال المفاوضات، مالم تكن خلفها الولايات المتحدة والدول الأربع".
واكد الخبير أن "إسرائيل أوحت أنها تستطيع إنهاء حركات المقاومة التي تناوئ إسرائيل وتناوئ مصالح الولايات المتحدة، إلا أن ذلك غير قابل للتحقيق فحركات المقاومة لا تنتهي ولها ملهمين لا تمثل نهايتهم نهاية لحركات المقاومة طالما أنها تدافع عن حلم شعب، وتمثل حركات تحرير محمية بموجب القانون الدولي، بصرف النظر عن تصنيف البعض لها على انها حركات إرهابية" مؤكدا أن "إسرائيل لن تنجح في إنهاء حماس والمقاومة داخل غزة رغم تدميرها للقطاع، وسيطرتها عليه، لكنها لاتزال تتكبد خسائر بشرية هناك، ولم تستطع بعد مضي عام تحرير أسراها، وهذا الأمر يمتد أيضا إلى لبنان، ومن خلف هؤلاء إيران التي لها باع طويل في المدد العسكري والتدريبي لحركات المقاومة".