الجوع في المملكة المتحدة… أكثر من 9 ملايين شخص بينهم 3 ملايين طفل يعيشون تحت خط الفقر

كشفت دراسة حديثة، اليوم الأربعاء، أن 9.3 ملايين شخص في المملكة المتحدة، بما في ذلك 3 ملايين طفل، يعانون من الفقر والجوع، ما يزيد من الضغط على الحكومة الجديدة بقيادة حزب العمال لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الأزمة.
Sputnik
وتأتي هذه النتائج مع اقتراب الإعلان عن أول ميزانية للحكومة، في ظل تفاقم أزمة تكلفة المعيشة، التي أدت إلى ارتفاع كبير في الاعتماد على بنوك الطعام.

نتائج صادمة

ووفقًا للتقرير الصادر عن منظمة "تروسيل تراست" غير الحكومية، فإن ما يقرب من ربع الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات يعيشون في فقر مدقع.
تقرير يرصد تدهور المعيشة وتزايد الفقر في بريطانيا مع ارتفاع الأسعار
وقالت المنظمة في بيان: "من الصادم أن 46% من الأطفال يواجهون الجوع والفقر أكثر مما كانوا عليه قبل عقدين من الزمن، هذا يعني أن واحدًا من كل 5 أطفال ينشأ في هذا الوضع".
وأشارت دراسة سابقة لمنظمة الـ"يونيسف"، العام الماضي، إلى أن المملكة المتحدة، العضو في "مجموعة السبع" وحلف الناتو، وسادس أكبر اقتصاد في العالم، لديها واحد من أعلى معدلات فقر الأطفال بين الدول الغنية.
وأوضحت "تروسيل تراست" أنه:

دون اتخاذ "إجراءات عاجلة" من حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر، فإن عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع والفقر وهو ما يُعرف بالعيش تحت خط الفقر بنسبة 25%، سيرتفع أكثر.

وقامت المنظمة بتحديد خط الفقر على أنه 152 جنيهًا إسترلينيًا (199 دولارًا) في الأسبوع للشخص، الذي يعيش بمفرده و204 جنيهات إسترلينية للأب أو الأم الوحيد مع طفل واحد، وتشمل هذه المبالغ تكاليف الكهرباء والماء والضرائب العقارية، بالإضافة إلى الطعام.
وأشارت "تروسيل تراست" إلى أن "إلغاء الحد الأقصى للاستفادة من الإعانات للأطفال، الذين يولدون بعد أبريل (نيسان) 2017، يمكن أن يساعد في تخفيف مستويات الفقر".
وتأتي هذه الأرقام المقلقة لتسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في واحدة من أغنى دول العالم، حيث سبق لمنظمة الـ"يونيسف" أن أشارت إلى أن المملكة المتحدة تحتل مرتبة عالية بين الدول الغنية في معدلات فقر الأطفال.

عجز الميزانية

ورغم مطالبة "تروسيل تراست" باتخاذ "إجراءات عاجلة"، إلا أن حزب العمال رفض إلغاء الحد الأقصى للإعانات على الأطفال، بحجة "وجود عجز مالي تركته الحكومة السابقة".
بريطانيا ترفع ميزانية الدفاع بمقدار 13 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة
وقالت وزيرة المالية في المملكة راشيل ريفز، إنها لن تكون قادرة على إلغاء هذا القرار في ميزانية 30 أكتوبر (تشرين الأول الجاري)، بسبب ما وصفه حزب العمال بأنه "عجز يبلغ 22 مليار جنيه إسترليني (28.8 مليار دولار) خلّفته الحكومة المحافظة السابقة".
وفي ظل الخوف من اتهامات بعدم المسؤولية الاقتصادية، التزم حزب العمال بوعد غامض بتطوير "استراتيجية طموحة لتقليل فقر الأطفال"، وأصبح هذا الحد موضوعًا ساخنًا في الساحة السياسية.
وقد تم الاستشهاد بهذا الحد، الشهر الماضي، في خطاب استقالة، روزي دافيلد، أول نائبة من حزب العمال تترك الحزب، منذ الانتخابات التي أطاحت بحزب المحافظين بقيادة ريشي سوناك.
واتهمت روزي دافيلد، رئيس الوزراء وفريقه بالنفاق لقبولهم هدايا ملابس باهظة وضيافة من متبرعين أثرياء بينما "يختارون الاحتفاظ بحد المحافظين لطفلين".

"هجوم وحشي على العائلات"

ووصف جون ماكدونيل، الذي شغل منصب المتحدث باسم المالية في حكومة جيريمي كوربين، السابقة، هذا الحد بأنه "هجوم وحشي على العائلات".
وقال: "على حزب العمال في الحكومة واجب أخلاقي لإنهاء معاناة الأطفال. إنه أمر ميسور التكلفة تمامًا وسيوفر المال من خلال منع سوء الصحة بين الأطفال الفقراء".
مجتمع
الجوع يقتل بريطانيا... تلامذة يسرقون الساندويتشات في المدارس
وقالت هيلين بارنارد، مديرة السياسة والبحث والتأثير في "تروسيل تراست"، إن الأرقام الأخيرة "لا ينبغي أن تكون كذلك في واحدة من أغنى دول العالم".
وأضافت: "نحن بحاجة إلى إجراءات عاجلة بشأن الجوع في المملكة المتحدة، لأنه إذا لم يتغير شيء، فإن عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع والمشقة سيزداد فقط".
يشار إلى أن أزمة تكلفة المعيشة كانت قضية رئيسية في الانتخابات، حيث نُظمت إضرابات من مختلف القطاعات مثل الأطباء والممرضين والمعلمين وسائقي القطارات، بسبب الأجور التي لم تواكب التضخم.
ومع استمرار الجدل السياسي حول هذا الموضوع، تظل قضية فقر الأطفال في قلب المشهد السياسي بالمملكة المتحدة، فيما تتزايد الدعوات لإيجاد حلول جذرية لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية.
مناقشة