وأجرى فريق من علماء الوراثة والمعلوماتية الحيوية والمربين في مدينة نوفوسيبيرسك الروسية، تحليلاً وراثياً مكثفاً لـ175 صنفاً من فول الصويا و133 صنفاً من القمح الربيعي اللين (الخبز)، والتي تمت دراستها لمدة 4 سنوات في إطار منحة من مؤسسة البحوث الزراعية الروسية.
من خلال البحث، عُثر على أكثر من 20000 جزء جينوم، تحتوي على علامات الحمض النووي المسؤولة عن محتوى البروتين ووقت الإزهار وامتلاء الحبوب ونضجها.
وقالت إيلينا سالينا، رئيسة قسم الوراثة الجزيئية النباتية في معهد علم الخلايا والوراثة التابع لفرع سيبيريا لأكاديمية العلوم الروسية: "يجب أن تحتوي سلالات فول الصويا والقمح الجديدة على نسبة أعلى من البروتين وفترة نضج قصيرة في غرب سيبيريا، وأن تنمو بغض النظر عن الطقس وأن تكون ملائمة للحصاد الآلي".
ووفقا لها، فإن توقيت النضج له أهمية خاصة بالنسبة لروسيا، حيث تتميز المناطق بمواسم نمو مختلفة.
وأضافت: "في الوقت الحالي، هناك طلب على إنشاء سلالات فول الصويا المبكرة النضج، حيث يتم الترويج للمحصول وزراعته بنشاط في سيبيريا. وفي ظل هذه الظروف، نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التلاعب بقدرة النبات على التكيف مع الطقس البارد والصيف الأقصر".
وأكدت على أن "التقنيات الوراثية تجعل من الممكن عزل الجينات المشاركة في هذه العملية وتطويرها واستخدامها لأغراض تربية محددة".
وشددت على أنه "بوجود الأدوات الوراثية في أيدينا، أصبحنا أكثر قدرة على الحركة والقدرة على المناورة"، وأضاف: "يمكننا العمل في المقدمة والتكيف مع تغير المناخ والأمراض النباتية الجديدة".
ووفقا للعلماء، فإن هذا الاكتشاف سيؤدي إلى تغيير جذري في نهج المزارعين باستنباط أصناف جديدة.
فعلى سبيل المثال، يقول العلماء إنهم حددوا 6 علامات بالغة الأهمية في الكروموسومات 1B و1D و4A و6B و7B و7D لصفة إنبات الحبوب قبل الحصاد، ويجري حالياً اختبار فعاليتها في سلالات وأصناف مختلفة من القمح. ونُشرت نتائج البحث في مجلة "Frontiers in Plant Science".
وبحسب العلماء، تتمتع طريقة الاختيار الجيني بقدرة تنبؤية عالية وتسمح باختيار الأصناف في مرحلة مبكرة للغاية. وفي المستقبل القريب، تخطط المجموعة العلمية لاستخدام النمذجة الحاسوبية لإنشاء الدفعة التجريبية الأولى من القمح وفول الصويا بالخصائص المحددة.
ووفقًا لدائرة الإحصاءات الحكومية الفيدرالية الروسية في عام 2023، حصدت روسيا 92.8 مليون طن من القمح وأكثر من 6.5 ملايين طن من فول الصويا. وعلى الرغم من الكميات الكبيرة، فإن الصناعة الزراعية تحتاج إلى محاصيل الحبوب والبقوليات ذات الإنتاجية العالية، وقد استقطب فول الصويا اهتمامًا خاصًا في السنوات الأخيرة، حيث لا يُستخدم فقط للأعلاف فحسب، بل أيضًا في المنتجات الغذائية، بدءًا من الحلوى وحتى المضافات الغذائية.