الدفاع المدني بغزة يعلن خسارة 80% من قدراته ويفقد عددا من أفراد طواقمه

يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح مستمر لغالبية السكان.
Sputnik
وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة، نزحوا لمرة واحدة، منذ بدء الحرب، مقدّرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع، البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً.
ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب "مجازر" ضد المدنيين، ويستهدف الأحياء السكنية وما تبقى من منشآت ومبان في القطاع، من دون وجود أي أفق للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

الدفاع المدني في القطاع خسر 80% من قدرته

وتواجه فرق الدفاع المدني في قطاع غزة تحديات كبيرة، وتعمل الطواقم في ظروف قاسية، من أجل إنقاذ الضحايا والبحث عن الناجين من تحت ركام المباني المستهدفة، وأعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل 85 من طواقمه وإصابة 292 وتدمير 52 مركبة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عام.
مشاهد لآثار الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وعمليات فرق الدفاع المدني
وتعمل طواقم الدفاع المدني في القطاع بأقصى طاقتها، التي لا تتجاوز 20% من قدرتها الأساسية، بسبب استهداف مقار ومركبات الدفاع المدني، واستهداف الكوادر أثناء القيام بواجبهم.
"سبوتنيك" رافقت طواقم الدفاع المدني في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد استهداف الطيران الإسرائيلي لمنزل عائلة الفرا في منطقة المنارة شرق خان يونس جنوبي القطاع، حيث قصف الجيش الإسرائيلي عددا من منازل في المنطقة، منها منزل عائلة الفرا المكون من 5 طوابق.

ويقول يامن أبو سليمان مدير الدفاع المدني في خان يونس لوكالة "سبوتنيك":" توجهنا إلى منزل عائلة الفرا المستهدف، وهو منزل مكون من 5 طوابق، وهناك عشرات الجثث، ولا نملك سوى أدوات بدائية للبحث عن ناجين، فالحرب كانت أكبر بكثير من إمكانيات الدفاع المدني، لكننا بدئنا العمل من جهتين الجهة العلوية للمنزل، وطاقم يعمل نفق من أسفل المنزل، والحمد لله استطعنا إنقاذ طفلة عمرها سنتين من تحت الركام، وهي الناجية الوحيدة من أسرتها، وتم إخراجها من قبل طواقم الدفاع المدني بصحة جيدة، وبطريقة لا تؤذيها أو تسبب لها كسور".

"سبوتنيك" تحاور "أذكى طفل في العالم" حول معاناته داخل غزة
ويضيف: "نحن نتعرض لحرب لم نشهدها من قبل، وتدمير في كل مكان، ونعاني من نقص في عدد الطواقم الموجودة على الأرض، خصوصا أننا لا نمتلك المعدات الثقيلة اللازمة للعمل، والاحتلال يستخدم آلاف الأطنان لهدم المنازل على من فيها، وتدمير الطرق والشبكات ومعدات الدفاع المدني وقتل الطواقم، زاد من الظروف القاسية التي نتعرض لها، وزاد العبء علينا بشكل كبير".

وكان عدد من أفراد الدفاع المدني باشروا في عمل خندق أسفل المنزل المستهدف، ورافقت "سبوتنيك" الطاقم داخل النفق، الذي استمر العمل فيه عدة ساعات، وباستخدام أدوات بدائية، ويقول المقدم في الدفاع المدني تامر زعرب لـ "سبوتنيك":" استطعنا عمل نفق أسفل المنزل، لكن المعدات التي لدينا لا تمكننا من انتشال جميع الجثث، فقد استطعنا انتشال 13 جثة لشهداء، فيما لا يزال هناك 8 مفقودين تحت الأنقاض، وهذا يحصل مع جميع البيوت المستهدفة، فهناك أعداد كبيرة من جثث الشهداء ما زالت تحت الأنقاض، ونقضي ساعات طويلة بالحفر في أنقاض البيوت المستهدفة، ويستمر العمل لساعات الليل المتأخر، وسط تحليق الطائرات الإسرائيلية، التي من الممكن أن تستهدفنا في أي وقت".

ويضيف:" عملنا لا يتوقف فهناك أعمال الحفر تحت الركام، وكما رأيتم خلال مرافقتنا، هناك أعمال إطفاء النيران في البيوت والمركبات المشتعلة، ومحاولة إخراج من فيها من شهداء، وكل الطواقم المتوفرة تعمل على مدار الساعة، لكن الحرب فوق قدرتنا المحدودة، خاصة بعد تدمير عدد كبير من معداتنا ومركبات الدفاع المدني".

لحظات قاسية

ويروي يامن أبو سليمان مدير الدفاع المدني في خان يونس جنوب القطاع، أصعب موقف تعرض له منذ بداية الحرب، حين توجه إلى منطقة مستهدفة، وكان البيت لعائلته، والمستهدف هو والده، ويقول يامن لوكالة "سبوتنيك":" كانت لحظات قاسية جدا، عندما رأيت بيت عائلتي هو المستهدف، وأنا أقوم بالحفر للبحث عن والداي تحت الركام، وهذه الظروف تنعكس علينا بصورة نفسية سيئة، وتزيد من معاناتنا".
مشاهد لآثار الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وعمليات فرق الدفاع المدني
ويقول المسعف في الدفاع المدني رامي شاهين لـ "سبوتنيك" عن أصعب ما مر عليه خلال عمله مع الدفاع المدني في قطاع غزة:" بعد استهداف منطقة المواصي في خان يونس، توجهنا إلى هناك، وعندما وصلنا إلى المكان المستهدف، وباشرنا في العمل، تعرضنا لإطلاق نار كثيف من جنود الاحتلال، قتل 4 من زملائي، وجرح 9، ونجوت مع عدد قليل، هي لحظات صعبة تبقى في ذاكرتي، ولا أستطيع تجاوزها، ومن الممكن أن أكون المستهدف القادم، فهناك تعمد في استهداف الطواقم، وبالرغم من هذا نستمر في عملنا، ونحن نعلم خطورته".
وخلال العمل المتواصل لطواقم الدفاع المدني في قطاع غزة خلال سنة من الحرب المتواصلة، دمر كلياً 11 مركبة إطفاء وإنقاذ، ومركبتي إنقاذ للتدخل السريع، و4 مركبات صهريج للتزود بالمياه، كما دمر الجيش الإسرائيلي 8 مركبات إسعاف ومركبة سلم هيدروليكي و12 مركبة.
1 / 5
مشاهد لآثار الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وعمليات فرق الدفاع المدني
2 / 5
مشاهد لآثار الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وعمليات فرق الدفاع المدني
3 / 5
مشاهد لآثار الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وعمليات فرق الدفاع المدني
4 / 5
مشاهد لآثار الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وعمليات فرق الدفاع المدني
5 / 5
مشاهد لآثار الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وعمليات فرق الدفاع المدني
وقال الدفاع المدني في قطاع غزة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، بعد مرور سنة من الحرب الإسرائيلية المستمرة،" إنَّ طواقم الدفاع المدني نفذت منذ بداية الحرب مهمات توازي عملها بما يعادل 40 عاما من العمل حسب زمن الاستجابة والسيطرة، مقارنة بعملها الطبيعي قبل الحرب، ولفت إلى أنَّ 7 مركبات إطفاء تعرضت لأضرار يمكن إصلاحها في حال توفر الدعم وقطع الغيار اللازمة، وتضررت 3 مركبات إنقاذ و3 مركبات إسعاف ومركبة صهريج للتزود بالمياه، وهي مركبات يمكن أن تعاد للخدمة في حال سمح الاحتلال بإدخال قطع الغيار المناسبة لإصلاحها."
وأضاف:" أكثر من 47% من طواقم الدفاع المدني، تعرضوا للخطر الجسدي، عوضاً عن أنَّ جميعهم تعرضوا للضرر النفسي بفقدان أحد من أقاربهم أو بيوتهم، وأشار إلى أنَّ طواقمه استقبلت خلال الحرب 90,000 اتصال نداء استغاثة، وقد تمكن من الاستجابة لأكثر من 75,000 نداء نتج عنها ما يزيد على 260,000 مهمة، تنوعت بين إنقاذ وإخلاء وإسعاف مصابين وإخماد حرائق وانتشال شهداء، ولم تتمكن طواقمه من الاستجابة لأكثر من 15,600 نداء استغاثة، بسبب وجود معيقات وصعوبات كثيرة يضعها الاحتلال".
تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى".. والتوتر بين لبنان وإسرائيل
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 376ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى42,344 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة99,013آخرين.
وفي 7 أكتوبر 2023 ، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
مناقشة