ليس من الغريب على السلطات الأوكرانية، التي ذهبت بعيدا في عدائها للروس، أن تمنع الناس التحدث بلغتهم، التي نشأوا وتربوا عليها، ونشأت معها ثقافتهم وتبلورت أفكارهم، وهي فعلت وتفعل ذلك، بخلاف ادعاءاتها وتبنيها للفكر الديموقراطي والحريات. واليوم نراها تحظر المعارضة السياسية وتعتقل قادتها، وتتجاوز الدستور من خلال التمديد لرئيس أصبح غير شرعي، كما قام البرلمان الأوكراني بحظر نشاط الكنائس المرتبطة بروسيا في أوكرانيا، ورغم معرفتهم أن هذا الأمر سيؤثر سلبا على الكنيسة الأورثوذكسية الأوكرانية نفسها. إن ما يجري من سلوكيات عدائية هو نتاج لطبيعة هذا النظام القائمة على تغذية وتأجيج المشاعر القومية والطائفية والثقافية، المبني على تحريك البغض والكراهية للآخر، والتنكر للتاريخ والجغرافيا وللقيم المشتركة، ولكن هذه السلوكيات ستطيح بهذا النظام ومن يمثله لأن هذا هو قانون التاريخ الحتمي.