وتحاول وزارة الصحة السورية تقديم الرعاية الإسعافية والطبية للوافدين اللبنانيين والفلسطينيين والسورييين ضمن القدرات المتاحة نظرا لكون القطاع الصحي الوطني كان من أكثر القطاعات تضررا بسبب الحرب الإرهابية والعقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على سوريا.
أزمة الأمراض المزمنة
قال الدكتور ريدان زهر الدين، المسؤول عن المركز الصحي في أحد مراكز الإيواء في ريف دمشق: "نقدم جميع الخدمات الطبية العامة، والعمليات الجراحية والإسعافية، وخدمات الصحة النفسية والصحة الإنجابية، والخدمات المتعلقة بأصحاب الأمراض المزمنة، إضافة إلى اللقاحات اللازمة للأطفال ولقاح الكزاز للسيدات في سن الإنجاب".
وأضاف زهر الدين لوكالة "سبوتنيك": "لدينا مشكلة في تأمين أدوية الأمراض المزمنة بحكم النقص الحاد بها في سوريا بسبب الحصار الاقتصادي الجائر الذي أثر على قطاع الصحة والأدوية بشكل عام، إلى جانب التضييق الغربي الشديد على استيراد المواد الأولية الخاصة بالأودية والأجهزة الطبية".
لعنة الحصار الأمريكي تلاحق الأطفال ومصابي الأمراض المزمنة من لبنان إلى سوريا
© Sputnik . Shams Molhem
وأشار زهر الدين إلى أن "وزارة الصحة السورية وضعت خطة الاستجابة الإنسانية لتقديم الخدمات للوافدين من لبنان إلى سوريا هربا من دموية العدوان الإسرائيلي، وقامت بوضع جميع المشافي التابعة لمديريات الصحة في المحافظات الحدودية مع لبنان بجاهزية تامة لاستقبال أي حالات محتملة"، كما قامت برفد المعابر الحدودية بسيارات إسعاف وعيادات متنقلة مجهزة على مدار 24 ساعة، إضافة إلى أطباء وإرسال الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة".
الأطفال... ضريبة مركبة
أصدرت وزارة الصحة السورية بيانا مشتركا إلى جميع المنظمات الحكومية والرسمية المشاركة في الاستجابة للوافدين من لبنان، شددت من خلاله على ضرورة تغذية الأمهات والرضع والأطفال أثناء عمليات الاستجابة.
وأكد البيان الذي شاركت في صياغته (منظمة الصحة العالمية) و(المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)، و(برنامج الأغذية العالمي) و(صندوق الأمم المتحدة للسكان) و(الهيئة الطبية الدولية)، ومنظمات (العمل ضد الجوع)، وأرض الإنسان) و(ميديير)، ومؤسسات (الآغاخان للخدمات الصحية)، و(تنظيم الأسرة السورية)، على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة لتوفير الرعاية الصحية لتلك الشرائح أثناء الاستجابة الطارئة للوافدين من لبنان داخل سوريا.
كما شدد البيان على ضرورة ضمان حصول الحوامل والمرضعات والقائمين على رعاية الأطفال، على أولوية الوصول إلى المواد غير الغذائية بما في ذلك السكن الملائم، والملبس، والماء، والحماية، والدعم النفسي الاجتماعي، والتدخلات الأخرى لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
لعنة الحصار الأمريكي تلاحق الأطفال ومصابي الأمراض المزمنة من لبنان إلى سوريا
© Sputnik . Shams Molhem
ويؤكد الدكتور رافع الحميد، اختصاصي الأطفال ضمن الفريق الطبي الجوال لـ "سبوتنيك" أن "العيادات الجولة في مركز إيواء (الحرجلة) في ريف دمشق، يستقبل نحو 40 طفلاً يوميا، ومعظمهم يعاني أمراض صدرية نتيجة الدخان الناتج عن القصف الإسرائيلي على منازلهم في لبنان".
وأشار الطبيب الحميد إلى أن "الأطفال يعانون حالات نفسية سيئة نظرا لما عاشوه من مشاهد دمار وموت وأصوات، الأمر الذي استدعى تخصيص عيادة نفسية لمتابعتهم بشكل يومي وتقديم ما يحتاجون إليه من رعاية".
ولفت الطبيب الحميد إلى أنه ورغم الإمكانيات المحدودة والبنية التحتية المتضرّرة في سوريا، فقد تم التأكد من المحافظة على تقديم الحد الأدنى من الرعاية والعلاج لمئات لآلاف الأطفال اللبنانيين.