المسارح، التي كانت منصات للفن والثقافة، أصبحت اليوم ملاذاً لاحتضان العائلات المتضررة، إذ انتشر النازحون على الأرضية المخملية لصالات العرض، ووجد آخرون مأواهم فوق خشبة المسرح أو الطابق العلوي، يعكسون صورةً من مشهد إنساني يعبر عن التضامن في لحظات الأزمات.
وعبّر مؤسس المسرح الوطني، الممثل والمخرج قاسم اسطنبولي في حديث مع وكالة "سبوتنيك" عن أن هذه الخطوة هي واجب طبيعي للمسرح الوطني اللبناني تجاه أبناء الوطن، قائلاً:
فتح المسارح لاستقبال النازحين هو أبسط ما يمكننا تقديمه، والمسرح بمثابة بيت ضيافة يستقبل كل من هُجّر، كما نقدم ورشاً تدريبية يومية في الرسم والمسرح والأشغال اليدوية، ما يساعد على تخفيف المعاناة.
وأكد اسطنبولي أن الثقافة والفنون الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، كونها تشكل "مقاومة ثقافية لمواجهة العدوان"، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على تجهيز سينما الكوليزي في بيروت لاستقبال النازحين.
المسارح اللبنانية: ملاذ للأمان في زمن الحرب
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
الهجمات المكثفة التي طالت مختلف المناطق اللبنانية دفعت العديد من العائلات إلى النزوح، مخلفة وراءها قصصاً محزنة وتجارب مؤلمة.
المسارح اللبنانية: ملاذ للأمان في زمن الحرب
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
جومانه، نازحة من صور، تتحدث عن استيقاظهم على أصوات القصف وهروبهم إلى الطرقات الخالية، مشيرة إلى نجاتها وعائلتها من غارة إسرائيلية أثناء النزوح، أما خديجة البوصي، الطفلة القادمة من صور، فتقول إنها وجدت في المسرح مساحة للعب والرسم رغم ما واجهته من خوف شديد، معبرة عن أملها في العودة إلى منزلها ومدرستها.
المسارح اللبنانية: ملاذ للأمان في زمن الحرب
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
جيهان مراد، نازحة من منطقة الحوش، تصف كيف كانت تجاربها مروعة بسبب القصف المستمر، وتحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في طريق النزوح إلى طرابلس، لكن رغم المخاطر، استطاعت أن تجد بعض الأمان هناك، مشيدةً بالدور الإنساني للمسرح الوطني في استقبال النازحين وتقديم بيئة توفر لهم الإحساس بالأمان.
المسارح اللبنانية: ملاذ للأمان في زمن الحرب
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
هذه القصص تعكس تجارب مريرة للنازحين، لكنها تظهر أيضاً قوة الأمل والإرادة في إيجاد حلول وسط الدمار، بات المسرح ليس فقط مكاناً للترفيه والتثقيف، بل ملاذاً يروي حكاية الإنسانية والثقافة التي تقف صامدة في وجه الهجمات.