تتعرض العديد من المعالم الأثرية في لبنان لخطر التدمير وسط اشتداد القصف الإسرائيلي على البلاد منذ أكثر من شهر. إذ استهدفت مدينة بعلبك، المعروفة بـ"مدينة الشمس"، في أحدث موجة قصف أثارت قلقا متزايدا بشأن التراث اللبناني. كما تعرضت المنطقة الحضرية في صور لقصف إسرائيلي، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً في 23 أكتوبر للسكان بهدف الإخلاء.
ولا يقتصر القصف على المباني السكنية والأسواق التجارية، بل يطال الأماكن التراثية ذات الرمزية التاريخية العميقة، مما يثير التساؤلات حول مسعى إسرائيل لمحو تاريخ لبنان وإرثه العريق.
وقال الأستاذ المتخصص بعلم الأثار في الجامعة اللبنانية، الدكتور حسان العكرة، في حديث لبرنامجنا:
"خطورة ما تفعله إسرائيل، يكمن في تدمير الشواهد الأثرية الحضارية، سواء بشكل جزئي أو كلي، وتدمير الأثار في بعلبك وصور حتى بما فيها قبة دورس، غير المصنفة في التراث العالمي، وإنما هي تراث وطني، وهذا جزء لا يتجزأ من تكوين هويتنا الثقافية في لبنان، التي تعني الوحدة بهذه الهوية، وتدمير المعالم التاريخية هو تدمير لوحدتنا الوطنية، وطمس حقيقة التاريخ للأجيال القادمة".
بدوره قال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتور سعيد نجدي بهذا الصدد:
"يشهد لبنان عدوانا وحشيا غير مسبوق، فتعرضت الكثير من المدن التاريخية (كبعلبك وصور) للقصف بالقرب من معالمها التاريخية، مما يشكل خطرا جسيما عليها، وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي، لكن تكمن الخطورة في أنه لا يوجد أحد في هذا العالم يمكنه أن يلجم العدو الإسرائيلي ويوقفه عند حده، فلا القانون الدولي ولا المواثيق الدولية ولا مجلس الأمن ولا اليونيسكو، بإمكانهم فعل شيء، وكأنه أعطيت الحرية التامة لإسرائيل لتفعل ما تشاء أمام صمت الجميع".
التفاصيل في الملف الصوتي...