خبير في العلاقات الدولية: تصريحات ترامب تحمل مؤشرات إيجابية وأوروبا تعبت من أوكرانيا

أكد الخبير في العلاقات الدولية قاسم الحساني، أن "العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية طويلة ومتجذرة، وقد شهدت تقلبات كبيرة استنادًا إلى الشخص الذي كان يشغل منصب الرئيس في واشنطن".
Sputnik
وقال الحساني في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، إنّ "هذه العلاقات غالبًا ما تتأثر بالتحولات السياسية الداخلية في أمريكا، حيث كان هناك مد وجزر على مر العقود"، موضحًا أنّ "هذا التغيير في السياسة يعتمد إلى حد كبير على المواقف التي يتخذها الرئيس الأمريكي في فترة ولايته".
وفيما يتعلق بتطور العلاقات الروسية-الأمريكية في المرحلة المقبلة، أشار الحساني إلى أنّ "تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قد تكون مؤشرًا جيدًا لتحسن هذه العلاقات". وأضاف أنّ "ترامب كان قد أكد في تصريحات سابقة على ضرورة إنهاء الأزمة الأوكرانية من خلال التوصل إلى حل سلمي".
وفي سياق آخر، أكد الحساني أنّ "المرحلة الانتقالية التي ستسبق تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى ستكون حاسمة في تحديد ملامح السياسة الأمريكية المستقبلية"، مبيّنًا أنّ "هذه المرحلة ستكون فاصلة في مسار السياسة الخارجية الأمريكية تجاه روسيا والأزمة الأوكرانية". وقال: "إذا تم التوصل إلى حل سلمي، قد نشهد تحولًا في العلاقات بين واشنطن وموسكو، وهو ما يتطلب مرونة من جميع الأطراف".
باحث سياسي: ترامب سيواجه تحديات تخص ملفات المنطقة ونتنياهو في مأزق داخلي وخارجي
وشدّد على أنّ "المجتمع الأوروبي بدأ يشعر بالأثر الكبير للحرب على اقتصاده وأمنه، حيث استنزفت هذه الحرب العديد من الموارد الأوروبية، باستثناء فرنسا وألمانيا، فإن باقي الدول الأوروبية لم تعد ترغب في استمرار الحرب بسبب تداعياتها الاقتصادية الكبيرة على اقتصاداتها"، وأكد أنّ "تداعيات الحرب على أسعار الطاقة، والتضخم، والأمن الغذائي قد أثقلت كاهل العديد من الدول الأوروبية".
وأشار الحساني إلى أنّ "هذه الظروف قد تؤدي إلى تحولات في المواقف الأوروبية، وخاصة فيما يتعلق بالدعم المستمر لأوكرانيا".
وعن الاستراتيجية الروسية في العملية العسكرية الروسية الخاصة في اوكرانيا، قال الحساني إنّ "روسيا نجحت في استنزاف الغرب اقتصاديًا وعسكريًا عبر عمليتها العسكرية في أوكرانيا، والعملية شكلت تحديًا كبيرًا للغرب، الذي استنزف الكثير من موارده المالية والعسكرية لدعم أوكرانيا"، موضحًا أنّ "الأزمة الأوكرانية تسببت في زيادة الإنفاق العسكري في الدول الغربية"، وأشار إلى أنّ "روسيا استطاعت تحمل الصراع لفترة أطول بفضل قوتها الاقتصادية والموارد الطبيعية التي تمتلكها، بينما بدأ الغرب يشعر بتأثير العقوبات الاقتصادية على اقتصاده، وهو ما دفع العديد من الدول الغربية إلى إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه الأزمة".
مناقشة