طهران - سبوتنيك. وقال عراقجي في مقابلة مع وسائل إعلام ألمانية: "لقد عبرنا بوضوح عن نهجنا، ونحن لا نسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، ولكننا نعتبر من حقنا الرد على أي عدوان إسرائيلي جديد".
وأضاف أن "ردنا سيكون في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة، وعلى هذا فإننا لا نتصرف إلا وفق مصالحنا، والانتخابات الأمريكية ولا أي عوامل أخرى تؤثر على مصالحنا الوطنية"، مشيرًا إلى أن "الانتخابات الأمريكية ليست مهمة بالنسبة لنا، فنحن نتبع سياساتنا الخاصة".
وحول التوتر الأخير بين ألمانيا وإيران، أوضح وزير الخارجية الإيراني أنه عرض على نظيره الألماني خطًا للتعاون، لكن "برلين اختارت المواجهة"، مضيفًا أن "ألمانيا لم تصدر حتى بيان إدانة لقتل 50 ألف فلسطيني من قبل إسرائيل في غزة".
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، ذكر عراقجي أن بلاده أظهرت حسن النية، ولكن لم تكن هناك حسن نية من أوروبا والولايات المتحدة.
وفي وقت سابق الأربعاء، أكدت متحدثة الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن الانتخابات الأمريكية وفوز أي من مرشحي الرئاسة لن يغير شيئًا في معيشة الشعب الإيراني.
وقالت مهاجراني بعد اجتماع للحكومة الإيرانية إن "الانتخابات الأمريكية لن تغير حياة الشعب الإيراني ولا صلة محددة لها بنا".
وأضافت أن:
"السياسة العامة للنظام الأمريكي والسياسة العامة للجمهورية الإسلامية سياسات ثابتة وليست مرتبطة ببعضها بعضا.. وتغيير الأشخاص في الأنظمة ليس له تأثير كبير وحقيقي على هذه السياسات".
وأردفت مهاجراني أن "إيران خططت مسبقًا للسيناريوهات اللازمة ولن يحدث أي تغيير في معيشة الشعب ولا فارق كبيرًا فيما يتعلق بمن يصبح رئيسًا لأمريكا".
وكانت إسرائيل قد شنت فجر السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هجومًا جويًا قالت إنه استهدف "أهدافًا عسكرية" في إيران، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ومواقع لإنتاج الصواريخ. بينما قال المقر المركزي للدفاعات الجوية الإيرانية إنه تم التصدي للهجوم الإسرائيلي، لافتًا إلى أن "أضرارًا محدودة" لحقت بأهداف عسكرية في بعض المواقع.
وجاء الهجوم الإسرائيلي ردًا على هجوم صاروخي شنته طهران ضد إسرائيل في الأول من الشهر ذاته، جاء بدوره ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، في 31 تموز/يوليو الماضي، واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومسؤول ملف لبنان في فيلق القدس الإيراني عباس نيلفروشان، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، في 27 أيلول/سبتمبر الماضي.
وقد أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف 3 قواعد عسكرية إسرائيلية، مؤكدًا أنه استخدم صواريخ "فرط صوتية" للمرة الأولى في هجماته على إسرائيل، متوعدًا بتنفيذ هجمات أعنف إذا قررت تل أبيب الرد.
يأتي هذا فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أطلقت خلالها آلاف الصواريخ تجاه إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، وأسر نحو 250 آخرين.
وتتعمد إسرائيل تجاهل قراري مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير إلزامية لتجنب استهداف المدنيين، في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل بين إسرائيل وحماس.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا تدعو إلى البدء فورًا باستئناف عملية التفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية، مشددًا على موقف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الداعي لتسوية أزمة الشرق الأوسط على أساس صيغة "حل الدولتين"، التي أقرها مجلس الأمن الدولي.