راديو

بعد التصعيد الأخير.. ما مصير الوساطة الأمريكية لوقف الحرب في لبنان؟

أفادت تقارير إعلامية متضاربة بقرب توصل المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكشتاين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، على الرغم من أن بعض القضايا النهائية لا تزال عالقة، رغم التصعيد الميداني الكبير خلال ليل الأحد، وتبادل الاستهدافات بين "حزب الله" وإسرائيل.
Sputnik
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن "هناك توجها في إسرائيل للذهاب نحو تسوية بشأن لبنان، والأجواء بخصوص ذلك إيجابية"، فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المبعوث الأمريكي، حذر الجانبين من أنه سينهي وساطته إذا لم يوقعا قريبا على الاتفاق المطروح.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال المحلل السياسي إيلي نيسان، إن "زيارات الوسطاء الأمريكيين خلال الأيام الأخيرة تتمحور حول إمكانية عقد اتفاق، وقد اجتمع نتانياهو مع مجلس الوزراء وقيل أن هناك ضوءا أخضر للتوصل لاتفاق، لكن هناك قضايا ما زالت مثار نقاش بين إسرائيل و"حزب الله".

وأوضح نيسان أن "إسرائيل تريد أن تكون لها حرية الرد في حال نقل أسلحة من سوريا إلى لبنان، كما تعترض على مشاركة فرنسا في الهيئة التي ستقوم على تطبيق الاتفاق بسبب خلافات إسرائيل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".
واعتبر الباحث السياسي ميخائيل عوض، أن "مساعي المبعوث الأمريكي كانت مناورة، وكانت هناك أزمة بين المفاوض و"حزب الله" والدولة اللبنانية، وكانت هناك محاولة لإثارة تناقضات في المجتمع اللبناني بتصوير أن "حزب الله" يريد الحرب في حين تريد إمريكا وإسرائيل وقفها وتطبيق القرارات الدولية".
وتابع: "حزب الله مارس سياسية حكيمة، وألقي كرة النار في أحضان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لأنه يعرف أن إسرائيل لا تريد وقف الحرب".
وأوضح ميخائيل أن "المبعوث الأمريكي ذهب إلى إسرائيل بدلا من أن يأتي للبنان ليضع صيغة تطبيق القرار الأممي 1701، ثم ذهب فجأة إلى واشنطن"، مضيفا: "يدور الحديث الآن عن إنذار لنتنياهو بوقف الوساطة".
وأشار إلى أن "المفاوض اللبناني و"حزب الله" ليس لديهم أمل في أن تكون هناك جهود فعلية أمريكية، أو رغبة حقيقية في وقف الحرب، وهي لعبة دبلوماسية يتعامل معها المفاوض اللبناني بحنكة".
وأكد الخبير السياسي والاستراتيجي علاء الأصفري أن "الشروط الإسرائيلية المتعلقة بمراقبة الحدود شروط تعجيزية، ولا أتوقع اتفاقا قريبا حيث أن "حزب الله" لا يمكن أن ينكسر، وستظل جبهات المقاومة موحدة"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تحاول أن تصنع نصرا إعلاميا، وإذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار ستنسحب إسرائيل من لبنان، أما مراقبة الحدود فهي ليست من صلاحيات مثل هذه الاتفاقيات".
واعتبر الخبير أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان عن مخرج بأن يكون هناك اتفاق يحفظ ماء وجه إسرائيل التي يتم استنزافها في مستنقع كبير، سواء على جبهة لبنان أو غزة، ولهذا فالهدنة مطلب إسرائيلي قبل أن تكون مطلبا لبنانيا"، مشيرا إلى أن "حزب الله" يريد أن يجنب لبنان الحرب لكن ضمن شروطه، والتي تتضمن وجودا له في جنوب لبنان، وتنفيذ القرار الأممي الذي تسعى إسرائيل إلى تعديله، والوصول به إلى مراقبة الحدود السورية وهذا أمر مرفوض، وعليه فقد هدد هوكستاين بوقف الوساطة وأعتقد أنه جاد في الضغط على نتنياهو لأن الإدارة الأمريكية الحالية أوالمستقبلية ستوقف الحرب بأي ثمن خشية أن تتمدد ووتتوسع وتفقد السيطرة في منطقة الشرق الأوسط".
مناقشة