منذ أن أمسك "بـ الطباشير" ليكتب العبارات الثورية على جدران مدينة بورسعيد، ظل ممسكا على أدواته حتى اليوم، ليواصل مسيرة فن الخط العربي.
مسعد خضير البورسعيدي أحد أشهر الخطاطين في مصر، الذين أضافوا رصيدا هاما للخط العربي، وتتلمذ على يديه العشرات وربما المئات من مصر وخارجها.
يضم متحفه الخاص بحي الجمالية، آلاف اللوحات غير المعروضة للبيع، والتي يصل عددها لنحو 15 ألف لوحة، بعد أن اتخذ القرار في العام 2002، بعدم بيع أعماله.
يقول البورسعيدي إن أدواته كانت صديقة له، وأنه منذ اليوم الأول الذي خط بيديه على جدران منازل مدينة بورسعيد، أصبحت كل الأدوات التي يستخدمها بمثابة أصدقاء له، وأن علاقة ما يجب أن تكون بين أي مبدع وأدواته تشبه ذلك.
بداية الرحلة
كان خضير البورسعيدي تلميذا صغيرا فى المرحلة الابتدائية خلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، ضمن المئات من طلاب المدينة، تحول مسار حياته حين ررت حكومة الوفد إلغاء المعاهدة مع بريطاينا عام 1951، بعد أن انضم مع زملائه لصفوف المقاومة بعد أن تعلم قواعد الكتابة من شقيقه الأكبر، وأصبح يخط على الجدران والنوافذ بالأدوات المتاحة حينها.
أول شعار
"يحيا الوفد.. ويسقط الاستعمار"، هي العبارة الأشهر لشيخ الخطاطين في بداياته، والتي ظل يكتبها في شوارع المدينة، تعبيرا عن حالة المقاومة حينها.
يوضح في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الخط رغم قواعده المتعارف عليها، لكنه يقوم على الابتكار والتجديد، وأنه سعى طوال مسيرة حياته لأن يطور ويقدم الجديد.
كتابة كسوة الكعبة
شارك البورسعيدي في الكتابة بعدد كبير من المساجد داخل وخارج مصر، كما قام بكتابة كسوة الكعبة المشرفة كاملة عام 1983.
كتب البورسعيدي مقدمة العديد من المسلسلات والافلام المصرية، منها "مسلسل ليالي الحلمية، ليالى الحلمية والشهد والدموع وألف ليلة وليلة".
وكذلك فيلم "إسماعيل يس في متحف الشمع"، ومقدمة مسرحية "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت".
افتتح مبكرا دون غيره أول متجر له خلال دراسته في المرحلة الابتدائية، واشتهر سريعا بسبب موهبته الفذة واجتهاده الكبير في تطوير الخط وإضافة لمساته الخاصة على جماليات الخط.
الهجرة من بورسعيد
كان ضمن الآلاف الذين هاجروا من مدينة بورسعيد، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة طنطا، التي عرفت أحدى محطاته في الشهرة، حيث كان يكتب أسماء بعض المحال بالمجان، ثم عاد بعدها لبورسعيد بعد نحو 5 سنوات، وافتتح محله الذي ظل يعمل به حتى عام 1964.
مدرسة الخط
في العام 2021، أعلنت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، عن تدشين مدرسة خضير البورسعيدي لفنون الخط العربي والزخرفة، تحت إشراف الفنان مسعد خضير البورسعيدي، ببيت السحيمي التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور فتحي عبد الوهاب، حينها.
يحرص شيخ الخطاطين حتى الآن على التواجد في المدرسة بحي الجمالية بشكل يومي، ليراجع ويدقق مع الطلبة، ولا يبخل على أحد بتوجيهه ودعمه، كما كان طيلة حياته.
جوائز
رشح خضير لنيل جائزة الدولة التشجيعية في مصر عام 1984 وكرمته دار الأوبرا المصرية في مهرجان الموسيقى العربية السادس عام 1997، وكرمته وزارة الثقافة في مهرجان الخط العربي عام 2000 بقصر الفنون وعين قومسيرا له.
منح جائزة الكوفة التقديرية في الخط العربي عام 1995، ومنح الوسام الذهبي لمهرجان كاظمة العالمي بالكويت عام 1996، ومنح جائزة الصين في الفن الإسلامي عام 1996، وقد زاره في متحفه الخاص بالحسين الرئيس مأمون عبد القيوم رئيس دولة المالديف، وتم تكريمه من الشيخ سلطان القاسم، حاكم الشارقة عام 2014.