راديو

هل تمثل موافقة نتنياهو على وقف الحرب في لبنان بداية مرحلة جديدة؟

كشفت تقارير إسرائيلية عن اتفاق كامل بين إسرائيل ولبنان لوقف إطلاق النار المتبادل، وذلك باتفاق مع الولايات المتحدة.
Sputnik
وأفادت "قناة 13" الإسرائيلية بأنه وفقا لشروط الاتفاق، فإن "حزب الله" اللبناني وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان لن يقوموا بأي عمل هجومي ضد إسرائيل، وفي المقابل لن تقوم إسرائيل بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك عن طريق البر والجو والبحر".
وينص الاتفاق على "اعتراف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، رغم أن هذه الالتزامات لا تنفي الحق الأصيل لإسرائيل أو لبنان في الدفاع عن النفس".
كذلك "سينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على طول جميع الحدود ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية، كما هو موضح في خطة الانتشار" .
وينص الاتفاق كذلك، على "سحب إسرائيل قواتها تدريجيا إلى الجنوب من الخط الأزرق على مدى فترة تصل إلى 60 يوما، وستعمل أمريكا في الوقت نفسه على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان، من أجل الوصول إلى حدود برية معترف بها".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال العميد هشام جابر، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات، إن "نتنياهو وافق على هذا الاتفاق مرغما، فهو ليس لصالحه، مع أنه لصالح الجانب الإسرائيلي والشعب في فلسطين، وذلك لأسباب عديدة فالميدان أثبت فشل عملياته البرية وتكبد خسائر فادحة، وهو أخيرا استمع إلى رأي قادة الجيش الذين قالوا إنهم لم يشهدوا قبل ذلك خسائر مماثلة عندما شرعوا في توغلهم البري وقد تأكدوا تماما أنهم لم ولن يحرزوا أي مكاسب مدانية، وهذا واضح جدا".

وتابع: "هناك سبب مهم أيضا وهو الضغط الداخلي الإسرائيلي وخاصة النازحين، فالاكثرية العظمى من هؤلاء يؤيدون اتفاق وقف الحرب.. والسبب الآخر هو الرسالة التي بعث بها الأمريكيون عبر هوكشتاين إلى السفير الإسرائيلي ومفادها أنه إذا دامت المماطلة ولم تتم الموافقة على هذا الاتفاق فأمريكا سترفع يدها عن هذا الملف، وربما كان سيحال الملف إلى مجلس الأمن، كما أبلغت أمريكا الجانب الإسرائيلي أن واشنطن في تلك الحال لن تستخدم حق النقض الفيتو لحماية إسرائيل".
وأوضح جابر أن "حزب الله ليس من مصلحته إيقاف هذه الحرب، فحزب الله يريد الاستمرار مكبدا إسرائيل الخسائر والغرق في الميدان لاستعادة قوة الردع، لكن حزب الله وافق على الاتفاق حرصا على لبنان وعلى عدم تدمير ما تبقى من لبنان بعد هذا القصف الوحشي الذي طال لبنان بأسره تقريبا، وقد نصحه الحلفاء في إيران بأن يلتزم بما تقرره الحكومة اللبنانية".

من جانبه، متحدثًا إلى "سبوتنيك"، قال عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة "رأي اليوم" العربية الإلكترونية إن "الاتفاق له جانبان إنساني وسياسي، فعلى الصعيد الإنساني هنالك حالة فرحة غير عادية في أوساط اللبنانيين خاصة في منطقة الجنوب وفي الضاحية الجنوبية ممن تشردوا من منازلهم بسبب هذه الحرب، فهذا حق مشروع بالفرح ويعتبرون الاتفاق انتصارا".

وتابع: "أما على الجانب السياسي فهنالك رأي آخر يتعلق بتوقع وحدة الساحات، فضلا عن أحداث يوم الأحد العظيم الذي شهد تكبد إسرائيل خسائر هائلة مما ألجأ أكثر من مليوني إسرائيلي في الداخل إلى الملاجئ، وكان هذا النوع من النصر من الممكن استثماره لعمل ربط بين قطاع غزة ولبنان، لكن هذا الربط لم يحصل على الإطلاق.. كما كان من الممكن للمفاوض اللبناني أن يحصل على العديد من التنازلات من قبل الجانب الإسرائيلي بسبب هذه الخسائر الضخمة وبسبب هذا التطور غير المسبوق في الحرب العربية الإسرائيلية".
وأوضح عطوان أن واشنطن رغم تأخرها في الحل، إلا أنها قامت بهذه المبادرة لعدة أسباب؛ أولها أنها تريد إنقاذ إسرائيل ونتنياهو، فإسرائيل من الداخل في حالة هلع ورعب من تطور سلاح "حزب الله" وتزايد انتصاراته، كما تكبدت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خسائر كبيرة جدا بسبب هذه الحرب وعلى جبهة جنوب لبنان تحديدا مع احتياج إسرائيل للمزيد من الجنود وسط تفاقم أعداد النازحين، بالتالي أصبحت المؤسسة العسكرية غير قادرة على الاستمرار، وهذا ما جعل المؤسسة العسكرية تضغط على نتنياهو للقبول بهذا الاتفاق.. هذا ما حدث.. ولكن كيف سيكون المستقبل؟ هذا هو السؤال الأكبر.
مناقشة