وأوضح شمس الدين في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" أن "إجمالي الوحدات السكنية المتضررة بلغ 231 ألف وحدة سكنية، منها 48 ألف وحدة تعرضت لتدمير كلي و34 ألف وحدة لدمار جزئي". وأضاف أنه "بعد الكشف عن هذه الوحدات، تبين أنه يجب إزالة الوحدات المدمرة كلياً وإعادة بناءها، بينما يمكن ترميم الوحدات المتضررة جزئياً، في حين أنّ 149 ألف وحدة سكنية تعرضت لأضرار طفيفة".
وقدّر شمس الدين "تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية المتضررة كلياً بنحو 5 مليار و200 مليون دولار، حيث تبلغ تكلفة إعادة إعمار الوحدة السكنية التي تعرضت لتدمير كلي حوالي 45 ألف دولار، بينما تقدر تكلفة إعادة بناء الوحدات المتضررة جزئياً بنحو 25 ألف دولار، أما الأضرار الطفيفة، فيتراوح تقدير تكلفتها بين 500 دولار و5000 دولار".
وتابع الباحث في الشركة الدولية للمعلومات بالإشارة إلى أن "الأضرار طالت أيضًا البنى التحتية في لبنان، حيث تضررت شبكات المياه والكهرباء والطرقات، إضافة إلى تدمير عدد من السنترالات والمستشفيات والمدارس"، وتابع "قدرت تكلفة إعادة إعمار هذه البنى التحتية بحوالي 720 مليون دولار، كما تعرضت المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية لأضرار كبيرة، وقدرت تكلفة إعادة إعمارها بنحو 520 مليون دولار".
أما في ما يخص القطاع الزراعي، فقد أشار شمس الدين إلى أن "التقديرات تختلف بشأن الأضرار التي لحقت بالمزارع، حيث أشار المجلس الوطني للبحوث العلمية إلى أن الحرائق دمرت نحو 2000 هكتار من الأراضي الزراعية". وأكد أنّ "هناك خسارة كبيرة في القطاع الزراعي، وخاصة في فقدان القدرة على جني المحاصيل، حيث تقدر الخسائر الزراعية بنحو 920 مليون دولار".
وفي ما يتعلق بإجمالي الخسائر المباشرة، أشار ضيف "سبوتنيك" إلى أنها "تقدر بنحو 12 مليار دولار". كما أضاف أنه "في حال احتساب كافة الأضرار، قد تبلغ تكلفة إعادة الإعمار نحو 8 مليارات دولار". ولفت إلى أنّ "خسائر الحرب تتركز بشكل رئيسي في الوحدات السكنية المتضررة، سواء كانت مدمرة كلياً أو جزئياً".
وأضاف شمس الدين أن "التحدي الأكبر في عملية إعادة الإعمار يكمن في تأمين الأموال اللازمة لإعادة بناء ما تم تدميره"، مشيراً إلى أنّ "الحرب انتهت فقط منذ يومين، وبالتالي فإن التقديرات الأولية قد تكون قابلة للتعديل". وأوضح أنه "من المتوقع أن تستغرق عملية إعادة الإعمار بين سنتين إلى أربع سنوات، لكن هذه المدة قد تتأثر بمدى توفر التمويل اللازم".
أما على صعيد الخسائر البشرية، فقد أكد شمس الدين أن "عدد الجرحى بلغ حتى الآن 16,520 جريحاً، منهم 4,000 يعانون من إعاقات دائمة". وتوقع أن "يرتفع عدد الشهداء في الأيام المقبلة أثناء عمليات رفع الأنقاض".
ولفت الباحث في الشركة الدولية للمعلومات إلى أن "هناك محاولات لتضخيم أرقام الخسائر بهدف الحصول على أكبر قدر من المساعدات"، لكنه شدد على أنه "لا يمكن تقدير الأرقام بشكل دقيق واحترافي في هذه المرحلة المبكرة من انتهاء الحرب". وقال إن "التقديرات الدقيقة تتطلب المزيد من الوقت والجهود لجمع البيانات بشكل شامل".
وشدد شمس الدين على أن السؤال الأهم اليوم هو: "من سيستطيع دفع هذه المبالغ الضخمة لإعادة الإعمار؟" حيث تبقى عملية تمويل إعادة البناء من أكبر التحديات التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة".