لكن السودانيين لن يحتفلوا بل أن منهم من أصبح يشعر بالندم على قيام هذه الثورة بعد ما تعرض له السودان ودخول البلاد في حرب أهلية دمرت كل شيء وقضت على أحلام الكثير من السودانيين.
السودانيون قاموا بثورة سلمية قبل 6 سنوات طلبا للعيش بحرية وكرامة، لكنهم واجهوا قوى داخلية وخارجية أيضا ترفض لهم العيش بسلام وأمان.
شهور قليلة وينتهي العالم الثالث للحرب في السودان لكن الحرب لا تنتهي، ولا يوجد حلول حقيقية ملزمة لطرفي الصراع للوصول إلى تسوية ووقف إطلاق النار وحقن دماء السودانيين وإيقاف مأساتهم.
مأساة الحرب التي أسفرت عن كارثة إنسانية واسعة النطاق، إذ تسببت في مقتل آلاف ونزوح أكثر من 4 ملايين شخص داخل السودان وخارجه، وتعاني البلاد نقصاً حاداً في المواد الغذائية والأدوية والوقود، وانهارت البنية التحتية في عدد من المدن، بما في ذلك العاصمة الخرطوم التي شهدت أعنف المواجهات. كما تعرضت المؤسسات الصحية للتدمير، مما أدى إلى انتشار الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات.
تلاشت الآمال في الفترة الأخيرة أمام كل الجهود لإيقاف الحرب واختفت المبادرات الدولية تقريبا لجمع طرفي الحرب الرئيسيين الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني والفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع من أجل وقف الحرب، وتستمر الاتهامات بين الطرفين ومحاولة كل منهما القضاء على الآخر وكسب الحرب لكن لا غالب ولا مغلوب حتى الآن سوى الشعب السوداني المغلوب على أمره.
في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال دكتور يعقوب عبدالكريم نورين مستشار قائد قوات الدعم السريع، إن المناطق كلها الآن ملتهبة في السودان وكل المحاور مشتعلة بالحروب والمعارك والجيش رفض كل المبادرات التي تؤدي إلى وقف الحرب ووقف إطلاق النار لتوصيل المساعدات الطبية للمواطنين، وحتى المساعدات الإنسانية لا تصل وذلك على حد قوله.
من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة مصادر، عبدالماجد عبدالحميد، إن الجيش السوداني ينفذ المرحلة الثالثة في الحرب وهي محاصرة الدعم السريع في داخل الولايات، ويعمل على استرداد المدن بتضييق الخناق على القوات الأخرى.
وأضاف أن الجيش انتقل من مرحلة الدفاع للهجوم وهي مرحلة تتطلب المزيد من الترتيبات والتركيز في التعامل مع الحرب التي وصفها بالمعقدة، لذلك تتطلب تجهيزات مختلفة، في ظل بعض الصعوبات ببعض المناطق.
وأكد أن الحياة عادت لطبيعتها في المناطق التي سيطر عليها الجيش وعاد النازحون إلى منازلهم في تلك المناطق، لافتا إلى عمل المنظمات الدولية التي لا تتواجد بشكل مؤثر في السودان.
وأشار إلى أن السودان يتطلع إلى ولاية ترامب الجديدة نظرا لمعرفتها بالملف الداخلي السوداني وهي مشكلة كانت أمام إدارة بايدن، وكانت تجربتهم في السودان ضعيفة.
كما أشاد بسياسة روسيا في السودان التي أبقت على بعثتها في الخرطوم، مبينا أن ما يمكن تقديمه للخرطوم من موسكو كبير جدا ولا تقدمه أي دولة أخرى.