راديو

الصعوبات التي يمكن أن تواجهها سوريا من أجل بناء دولة ديمقراطية مستقرة

تظل الأنظار معلقة بالتجربة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي حكم البلاد هو ووالده 53 عاما.
Sputnik
سوريا أصبحت الآن في أيدي المعارضة المسلحة التي ظلت تحارب الأسد لنحو 13 عاما مما أدى الى دمار كبير في البلاد وفقدان مئات الآلاف من الأرواح وتهجير الملايين في أكبر أزمة لجوء شهدها القرن الـ 21.
خلال الأيام الماضية، تابع العالم عمليات فتح السجون والإفراج عن المعتقلين في السجون ومحاولات الوصول الى أماكن احتجاز تحت الأرض في مشاهد إنسانية لم يتوقع أحد أن يراها لمساجين اختفوا تماما في زنازين ظل الدفاع المدني السوري يبحث عنها لعدة أيام في سجن أصبح اسمه يتصدر عناوين الأخبار ولم يكن يعرفه العالم من قبل هو سجن صيدنايا الذي أصبح يشار إليه ضمن أكثر السجون قسوة في العالم .
لم تمر سوى أيام قليلة على سيطرة المعارضة المسلحة حتى تم تكليف ما يعرف بـ"هيئة تحرير الشام" التي استولت على السلطة في دمشق محمد البشير ليتولى رئاسة الحكومة الانتقالية في سوريا على أن يتولى هذا المنصب حتى الأول من آذار/ مارس 2025، وفق بيان بثه التلفزيون.
وكان محمد البشير يقود "حكومة الإنقاذ" من معقل الفصائل المعارضة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وتتولى حكومة البشير مهامها "حتى بدء العملية الدستورية" ثم تشكيل حكومة جديدة".
وكان زعيم المعارضة السورية المسلحة أحمد الشرع، الملقب أبو محمد الجولاني، قد عقد اجتماعا مع محمد الجلالي رئيس الوزراء في حكومة الأسد، ونائب الرئيس فيصل المقداد لمناقشة الترتيبات الخاصة بحكومة انتقالية.
وفي حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال عبد المجيد بركات نائب رئيس الائتلاف السوري، إن ما وصلت له سوريا جاء نتيجة جهود شعبية على كافة المستويات، وبعد تهيئة الظروف من أجل تغيير حقيقي ونتائج مرضية داخليا وخارجيا.
ووصف ما يجري في الشارع السوري بحالة الفرحة العارمة التي سيتبعها جهد على المستوى السياسي والإداري والتنظيمي من أجل ضبط الفوضى وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
وأضاف أن هذا العمل يحتاج إلى جهود الدول من أجل دعم الحراك السوري من أجل تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي وألا تكون بؤرة لتصدير الأزمات.
وذكر أن الحالة القائمة ليست مستقرة على مستوى الإدارة، في ظل استمرار المعارك على عدة جبهات، وهذا يتطلب إدارة طواريء، لذلك رأت فصائل المعارضة أن تكون هناك إدارة طارئة تدير الأمور، لتحقيق الانتقال السياسي من خلال خارطة طريق واضحة، تفضي إلى تمكين مؤسسات الدولة.
بعد اندلاع الثورات وسيطرة الثوار على مقاليد الحكم تظل مشاعر الانتقام هي الغالبة على الجميع لكن العالم فوجيء ببيان مطمئن من قيادة فصائل المعارضة المسلحة يؤمن الجميع على أرواحهم وممتلكاتهم ويطالب جميع العناصر المسلحة التابعة له بعدم المساس بأي مواطن أو أي مؤسسة، والسماع للصحفيين بحرية العمل والتنقل، وهو ما أعطى إشارات إيجابية حول تغير الفكر لدى الفصائل المسلحة التي سيطرت على سوريا.
تساءل كثيرون حول أهمية محاكمة كل من ارتكب جرائم في حق الشعب السوري وهل التسامح يقضي بنسيان الجرائم المرتكبة، فكانت الإجابة في بيان للقائد العام لغرفة عمليات المعارضة السورية المسلحة أحمد الشرع الذي قال إنه سيتم قريبا نشر "قائمة أولى بأسماء كبار المتورّطين في تعذيب الشعب السوري لملاحقتهم ومحاسبتهم".
وأضاف في البيان، أنه سيتم تقديم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب في عهد بشار الأسد.
وتعهد الشرع بعدم التواني عن محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري.
وفي لقائه مع "سبوتنيك"، قال عبد الكريم العمر الإعلامي المتخصص بالشئون السياسية إن الشعب السوري دفع ثمنا باهظا من أجل حريته، وهناك حالة من الترقب بعد تشكيل الحكومة المؤقتة التي تدير هذه المرحلة حتى وضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات، وهناك إقبال واسع من وسائل الإعلام الدولية على سوريا لتغطية الأحداث الجارية ومتابعة ما يجري في سوريا.

وأضاف العمر إن القلق يأتي بسبب التنوع الكبير للحضارة السورية لكن الوضع حتى الأن جيد وربما تحدث بعض الصعوبات وهناك حذر كبير من الشعب السوري حتى لو كان هناك جزء ليس مع الثورة لكن الشعب يكتب تاريخ جديد من أجل سوريا وبإذن الله لن يكون هناك حرب أهلية كما يظن البعض، لأن جميع الفصائل المسلحة السورية هي فصائل وطنية عادت عناصرها إلى بيوتها حتى لو كانت مدمرة، وذلك بعد أن أمرتهم القيادة العامة للعودة إلى بيوتهم في كل مكان.

مناقشة