وأضاف في حواره مع "سبوتنيك"، أن المرحلة المقبلة تتطلب الحوار والنقاش، وعدم إقصاء أي طرف من الأطراف، خاصة أن أي خلافات قد تقود إلى حرب أهلية كارثية على سوريا، وهو ما يتطلب التوجه نحو رؤية جامعة ومشاركة لكافة القوى في وضع خارطة الطريق والتوافق عليها.
إلى نص الحوار:
بشأن التطورات الأخيرة.. هل أجريتم أي تشاور مع الائتلاف الوطني السوري والأطراف الأخرى حول مسار الأوضاع؟
في الحقيقة حتى الآن، لم تتضح الأمور بشكل نهائي، إذ يغيب الائتلاف الوطني السوري، باستثناء بعض المؤتمرات الصحفية لإعطاء إشارة لدورهم، لكن يبدو أنهم مهملين من قبل الحركة التي استطاعة السيطرة على دمشق. حتى الآن أيضا لا ندري إن كانت هناك قوى منسجمة على الأرض، فلم تتضح الأمور حتى الآن بعد ظهور هيئة تحرير الشام على السطح ورسمها للقادم من خلال قيادة المرحلة وتوزيع المهمام.
وما هي رؤيتكم بشأن حكومة الإنقاذ التي كلفت لإدارة الفترة الحالية؟
تتقدم حكومة الإنقاذ حتى الآن، والتي تعطي صورة بأنها بوجه واحد وتسيطر عليها الحالة الإسلامية التقليدية شكلا ومضمونا، ما يعطي إشكالية بشأن إمكانية رؤية لمشروع وطني جامع وليس تابع لهذه الجهة في قادم الأيام، لكننا نأمل تجاوزه.
هل تواصلتم مع الحكومة الجديدة أو الجهة المسيطرة حتى الآن في دمشق؟
بشأن التواصل مع هذه الجهة فإننا في مجلس سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، مستعدون للتشاور والتفاهم والحوار حول آليات التعاون والعمل المشترك من أجل صياغة عمل حقيقي يخدم جميع المكونات، ويشارك في المشروع كل أبناء الوطن.
ماذا عن التفاهمات بينكم وبين القوات الأخرى في "هيئة تحرير الشام"؟
بداية، التفاهمات كانت حول تسليم دير الزور، في الجهة الغربية من النهر، لهيئة تحرير الشام التي دخلت بالأمس فقط إلى المنطقة بعد دخول قوات سوريا الديمقراطية إلى المدينة لمدة اربعة ايام بغاية عدم وجود فراغ بعد خروج النظام، وإمكانية تحرك تنظيم داعش (المحظور في روسيا) والموجود في منطقة البادية، وجرت الأمور بسلاسة، رغم أن هناك بعض التحركات من أبناء المنطقة التي تنظر بريبة لمشروع قسد، وبعضها يحمل عقلية عنصرية دون تمييز.
ما هو مستقبل العلاقة بينكم وبين دمشق في قادم الأيام وكيف ترونه بناء على المعطيات الحالية؟
العلاقة مع دمشق ضرورية، لأننا كنا دائما نخاطب دمشق على أنها عاصمة البلاد ومقر الحكومة المركزية، رغم أننا نرفع مشروع اللامركزية الذي يسمح بإدارة المناطق نفسها بنفسها، وأن يكون تعلقها مع المركز عبر الوزارات السيادية الأساسية في الدفاع والخارجية والمالية، وهي مسألة لم يتم الاتفاق عليها.
وأعتقد أن مشروع السلطة التي تقف في إدارة المشاريع في دمشق ليس واضحا، حتى يتم التشاور او الحوار حوله، لذلك نرى أن الفترة القادمة هي فترة استكشاف.
هناك تخوفات في الشارع السوري ...برأيك ما أسبابها وكيف تتعاملون معها؟
أرى أن الشعب السوري بعد أن تعلم من مراحل الحكم الشمولي الطويل والقمع للحريات والإرادات لن يقبل إلا أسلوبا جديدا حضاريا، مع الوضع في الاعتبار أن قوى النظام التي اختفت قد تظهر بلحظة أو أخرى فتشكل عائقا.
هل أجريتم أي تفاهمات حتى الآن حول رؤيتكم الخاصة؟
أود القول أن التفاهم مع مشروع مجلس سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا لم يتم بعد، وهو ما يحتاج إل الجلوس على طاولة الحوار، والنقاش على أرضية وطنية، ربما عبر الدعوة لمؤتمر وطني جامع يشكل هيئة تشريعية وجمعية تأسيسة للدستور وحكومة مؤقتة لإدارة البلاد، لكن حتى الآن لا نرى قراءات أو خطوات واضحة بشأن هذا الأمر.
ما الذي يحتاج إليه الشارع السوري الآن في هذا الظرف الدقيق؟
حتى الآن نحن نحتاج إلى خفض التصعيد العسكري، الذي رأينا ملامحه من خلال الهجوم على منبج من قبل ما يسمى بالجيش الوطني، الذي رفع شعارا مختلفا عن هيئة تحرير الشام تحت مسمى "فجر الحرية"، وكأن الحرية فقط تتم بالهجوم على مناطق شمال شرق سوريا، وهو ما أدى إلى الانسحاب من منبج.
بالتأكيد هناك تفاهمات ستتم عبر الوسيط الأمريكي، بشأن العلاقة مع تركيا أيضا، كمال نحتاج إلى وقف خطاب الكراهية، والتقدم نحو الشعارات التي تبني ولا تهدم، وعلى السوريين أن يتنبهو للقادم على أنه أسوأ، لأن الصراع مع النظام، كان يمكن أن يكون صراع حرية، لكن اي خلافات الآن تقود إلى مواجهات تفضي إلى حرب أهلية وكارثية على سوريا.
ما المناطق التي تتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن؟
بشأن مناطق تواجد قوات سوريا الديمقرطية هي نفسها الموجودة فيها سابقا في شمال وشرق سورية، حدودها النهر من الجنوب، كما أن الاعتداءات التي جرت الأيام الأخيرة على منبج كانت قاسية وفيها خسائر للجانبين بشكل كبير، فيها غصابات وعدد من القتلى من الطرفين.
ما توجهكم خلال قادم الأيام وتحركاتكم على المستوى الوطني؟
بشأن الفترة القادمة، فإننا ندعم الحوار من أجل الوصول لتفاهمات، لعدم إقصاء أي طرف، خاصة أن النظام السابق كان يقصي الحالة الكردية في المشاركة والاعتراف، أما الآن يجب أن يعترف الجميع أن الكرد هم أصحاب حق في المشاركة والتواجد في إدارة مناطق هم يحكمونها الآن، وإدارة المشاركة في الحكم.
هل ستشاركون في وضع خارطة الطريق أو دعيتم إلى ذلك؟
بشان المشاركة في وضع خارطة الطريق، نحن في مجلس سوريا الديمقراطية لدينا قراءة لحالة التغيير السياسي في سوريا، تعتمد مشروع اللامركزية والديمقراطية ومشاركة جميع المكونات والإدارات الذاتية التي يجب أن تكون على مستوى مناطقي ليس هوياتي، لكن هذا يحتاج إلى أن نرى الرؤية السياسية للجهة التي أصبحت في السلطة ومسيطرة، حيث جرى تعيين رئيس وزراء وهو رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب، وهو ما يعطينا إشارة إلى أن هذه الحكومة إذا سارت بالمفهوم الذي كانت تدير به إدلب، فنحن ذاهبون إلى رؤية شمولية ليست منفتحة على جميع القوى الأخرى، وليست مرنة باتجاه مفهوم الديمقراطية.
هل تواصلتم مع أي من الدول العربية أو الغربية بعد سقوط النظام؟
بالنسبة للتواصل مع الدول العربية والغربية، هناك تواصل مع القوى التي يمكن أن نقول أنها "قوى التحالف"، ما زالت صديقة وشريكة في المنطقة.
كيف ترون مستقبل العلاقة مع روسيا ودورها المستقبلي في سوريا؟
مستقبل العلاقة مع روسيا، فإننا نرى أنه من الممكن أن يكون لها دور لاحق ومؤسس لإقامة مزيد من التفاهمات في الداخل، وكان شريك في تحصين العلاقة بيننا وبين تركيا، وربما روسيا بحاجة لإظهار موقف جديد من الواقع في سوريا، يمكن أن يغير شكل العلاقة معها والتوجه إليها، وهو ما يتطلب دورا وتصريحا إيجابيا من روسيا تجاه الأحداث.
أجرى المقابلة/ محمد حميدة