مجتمع

ضجة في مصر بعد اكتشاف "تمثال جديد".. هل هذه كليوباترا الحقيقية؟

تعيش الأوساط الأثرية العالمية حالة من الإثارة عقب إعلان البعثة الأثرية المصرية-الدومينيكية عن اكتشاف تمثال رخامي في مدينة الإسكندرية المصرية، اعتُبر أنه يجسد الوجه الحقيقي للملكة كليوباترا السابعة.
Sputnik
التمثال، الذي عُثر عليه في معبد "تابوزيريس" غرب الإسكندرية، يحمل ملامح أنثوية أنيقة ويرتدي تاجا ملكيا، مما دفع الدكتورة كاثلين مارتينيز، رئيسة البعثة، للقول إنه قد يكون أول تمثيل واقعي لوجه الملكة الشهيرة التي حكمت مصر من عام 51 إلى 30 قبل الميلاد.
مارتينيز، التي أمضت قرابة 20 عاما في البحث عن قبر كليوباترا، اعتبرت هذا الاكتشاف لحظة تاريخية يمكن أن تقدم للعالم لمحة عن ملامح الملكة التي خلدتها الأساطير.
غير أن هذا الحماس لم يدم طويلًا، إذ خرج عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس ليشكك في صحة الادعاءات.
مجتمع
فيلم وثائقي جديد عن "كليوباترا" يشارك فيه عالم الآثار المصري زاهي حواس.. فيديو
في تصريحات خاصة لـ"العربية نت"، نفى حواس بشكل قاطع أن يكون التمثال المكتشف لكليوباترا، مؤكدا أن 3 من أبرز الخبراء في الآثار الرومانية الذين استشارهم خلصوا إلى أن التمثال يعود على الأرجح لشخصية رومانية وليست للملكة البطلمية.
وأثار حواس جدلا إضافيا حين وصف النقاشات العالمية حول مظهر كليوباترا الحقيقي، وما إذا كانت بيضاء أو سمراء البشرة، بأنها عبثية.
وأوضح أن كليوباترا كانت مقدونية الأصل، وليس هناك ما يثبت أنها تحمل سمات أفريقية كما يروج البعض.
هذا الجدل المستعر يعكس تعقيد البحث عن حقيقة الملكة التي ظلت لعقود طويلة لغزا يحير علماء الآثار ومصدر إلهام للفن والثقافة العالمية.
مجتمع
مصر ترد رسميا على فيلم "نتفليكس" وتحسم الجدل بشأن ملامح كليوباترا الحقيقية
كليوباترا السابعة كانت آخر حكام الأسرة البطلمية في مصر، وهي سلالة يونانية مقدونية أسسها بطليموس الأول، أحد قادة الإسكندر الأكبر.
اشتهرت كليوباترا بذكائها السياسي وشخصيتها الكاريزمية، ولعبت دورا بارزا في الصراعات السياسية خلال أواخر الجمهورية الرومانية، وتحالفت مع يوليوس قيصر أولا ثم مارك أنطوني لاحقا، ما جعلها شخصية محورية في الصراع الروماني-البطلمي.
انتهى حكمها بوفاتها الدرامية، التي يُعتقد أنها انتحرت بعد هزيمة أنطوني في معركة أكتيوم عام 31 ق.م.
وتظل كليوباترا أيقونة تاريخية وثقافية تُجسد الجمال والقوة والغموض، ويستمر البحث عن قبرها المفقود في إثارة اهتمام العلماء والجماهير على حد سواء.
مناقشة