الاستيطان يحرم فلسطينيا من الوصول إلى بيته وأرضه في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد السابع، من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتعرض الضفة الغربية إلى تصاعد في وتيرة الاقتحامات والمداهمات المتكررة، والعلميات العسكرية للجيش الإسرائيلي في مدن وقرى ومخيمات الفلسطينيين.
Sputnik
وبموازاة الحرب المشتعلة على قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تكثيف للاستيطان ومصادرة الأراضي بشتى الطرق، ويغلق الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، ويفصل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها بحواجز وبوابات عسكرية وسواتر ترابية، ما يعرقل حركة التنقل بين المدن والقرى بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين يمضون ساعات لقطع مسافات قصيرة.

بيت لحم واحة وسط صحراء المستوطنات

وفي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، يشتد الاستيطان ومنذ السابع من أكتوبر 2023، قررت السلطات الإسرائيلية بناء مستوطنات جديدة، ومئات الوحدات الاستيطانية في أكثر من مستوطنة، بالإضافة لمصادرة الأراضي لشق طرق استيطانية جديدة، ومحاصرة أراضي المواطنين ومنع الوصول إليها، والاعتداء على المواطنين وحرق أراضيهم الزراعية.
الاستيطان يحرم فلسطيني من الوصول إلى بيته وأرضه في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية
وفي منطقة خلايل اللوز جنوب شرق بيت لحم والتي يقطنها نحو ثلاثة آلاف نسمة، التهم الاستيطان مساحات واسعة من أراضي المواطنين، وجعل حياة بعضهم مأساة تتكرر كل يوم وسط اعتداءات المستوطنين، وعلى جبل مقابل للأراضي المصادرة في خلايل اللوز يقف المواطن عثمان أبو كمال، وهو ينظر إلى بيته وأرضه ولا يستطيع أن يصل إليهما، بسبب الاستيطان.
الاستيطان يحرم فلسطيني من الوصول إلى بيته وأرضه في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية
وقال عثمان لوكالة "سبوتنيك": "نعيش في هذه المنطقة بعدما تم تهجيرنا من منطقة المالحة غرب القدس عام 1948، وهذه الأراضي التي تم مصادرتها يوجد بها أوراق رسمية، ومنذ 5 سنوات بدأ الاستيطان في المنطقة، ومع مرور الوقت بدأ يزداد حجمه، لكن بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، تضاعف الاستيطان وشمل المنطقة كلها، وتكثف هجوم المستوطنين على الأراضي والبيوت، حيث يظهرون بشكل مفاجئ، ويعتدون على الناس بالسلاح والعصي، لإجبار الناس على إخلاء المنطقة".
الاستيطان يحرم فلسطيني من الوصول إلى بيته وأرضه في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية
وهذه الاعتداءات أجبرت عثمان على ترك منزله وأرضه، وأضاف أبو كمال:

في ساعات الليل جاء المستوطنون إلى المنطقة ووضعوا ما يقرب من 30 بيت متنقل، وعند الصباح وجدنا البيوت منتشرة على أراضي الناس، وهذه البؤرة خطرها كبير على بيت لحم، وهي منطقة مقابلة للمدينة، وتستطيع رؤية البؤرة الاستيطانية من كنيسة المهد، ولا يوجد ما يدفع المستوطنين على التراجع عن هجماتهم، وبات المستوطنون يأمرون الجيش لكي يقوم بتهجير الناس من بيوتهم وأراضيهم، فالقرار أصبح بيد المستوطنين.

الاستيطان يحرم فلسطيني من الوصول إلى بيته وأرضه في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية
ويرى الخبير في شؤون الاستيطان، سهيل خليلية، أن إسرائيل من خلال مخططات الاستيطان المنتشرة في محافظة بيت لحم والتي تحاصر المدينة، تسعى إلى فصل بلدات المحافظة كجزء من مخطط عزل هذه البلدات وفق نظام "الكانتونات"، وفي المقابل إحداث تواصل جغرافي بين المستوطنات القائمة في محافظتي بيت لحم والقدس.
الاستيطان يحرم فلسطيني من الوصول إلى بيته وأرضه في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية
وقال الخبير في الاستيطان سهيل خليلية لـ"سبوتنيك": "الاستيطان ينتشر بوتيرة سريعة جدا في كامل الضفة الغربية، وفي بيت لحم هناك تعمد في بناء البؤر الاستيطانية أمام منازل المواطنين، وهذا النوع بات ينتشر في المدينة بشكل كبير، وينوي الاحتلال من خلال هذه البؤر هو مصادرة أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية".
وأشار المواطن، عثمان أبو كمال، إلى أنَّ سياسة الاستيطان تتلخص في تكثيف استهداف المنازل والمنشآت في بيت لحم، ما يضع آلاف المنازل أمام مخاطر الهدم واستهداف الوجود الفلسطيني في المنطقة، وقال عثمان لوكالة "سبوتنيك":

نعلم أن الظروف سيئة للغاية، وهناك سياسة تهجير قسري للمواطنين، لكننا سنبقى صامدون لن نبتعد عن أراضينا، ولو نكتفي بالنظر إليها عن قرب، بثبات ورباط.

الاستيطان يحرم فلسطيني من الوصول إلى بيته وأرضه في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية
وصادرت الحكومة الإسرائيلية بقيادة، بنيامين نتنياهو، مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وقامت بإنشاء مشاريع لجذب المزيد من المستوطنين إلى المنطقة، وأكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أنَّ إسرائيل صادرت أكثر من 52 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية خلال 2024، لافتة إلى أنَّ هذه العمليات جزء من مخططات التوسع الاستعماري وتهجير الفلسطينيين بعد أحداث السابع من أكتوبر/ 2023.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إعلانه مصادرة نحو 24 ألف دونم جديد من الأراضي الفلسطينية لصالح التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، مما سيزيد حجم البناء في مستوطنات الضفة الغربية بشكل غير مسبوق.
الاستيطان يحرم فلسطيني من الوصول إلى بيته وأرضه في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية
وهذا الإعلان يُعدّ من بين أكبر الإعلانات الاستيطانية منذ اتفاقيات أوسلو، حيث يُمثل نصف المساحة الإجمالية التي أعلنت إسرائيل مصادرتها كـ"أراضي دولة" منذ عام 1993.
ووفق تقديرات إسرائيلية، يقيم أكثر من 720 ألف مستوطن في مستوطنات بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ووفقا للقانون الدولي، تعدّ المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانونية.
مناقشة