ودعا البشير في حوار نشرته صحيفة "كورييري ديلاسيرا" الإيطالية، أمس الأربعاء، ملايين السوريين في الخارج إلى العودة لوطنهم.
وأشار إلى أن حكومته ترث "إدارة ضخمة مبتلاة بالفساد، حيث كان الناس يعيشون حياة سيئة"، لافتا إلى أن "حكومته لا تمتلك إلا ليرات سورية لا تساوي إلا القليل أولا شيء.. لا تمتلك احتياطيا نقديا أجنبيا، وبالتالي فإن البلاد في وضع مالي سيء للغاية".
وحينما تطرقت الصحيفة إلى السياسة الخارجية، قال إنهم توجهوا إلى العراق والصين وجهات أخرى لتوضيح رؤيتهم وهدفهم المتمثل في "تحرير السوريين من بشار الأسد، ولذلك لا مشكلة لديهم مع أي شخص أو دولة أوحزب أو طائفة ممن ظلوا بعيدين عن نظام الأسد المتعطش للدماء".
إلى ذلك، توجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، منذ أمس الأربعاء، إلى الشرق الأوسط في جولة خاطفة للبحث في الوضع في سوريا بعد انتهاء حكم بشار الأسد.
في الإطار، قال عضو الائتلاف السوري، والمتحدث الرسمي السابق باسم المعارضة في محادثات أستانا، أيمن العاسمي، إن البلاد تخرج الآن من حرب دامت 13 سنة، تسبب النظام السابق في تدمير كل مقدراتها على المستوى العسكري والاقتصادي والأمني.
وأضاف أن "الجيش الوطني السوري الذي بدأ تأسيسه منذ بدء الثورة السورية يقع على عاتقه الآن حفظ الأمن وإرسائه في كافة المناطق السورية، لكننا نحتاج إلى تعاون دولي لاستكمال قدراته اللازمة لهذه المهمة".
وأشار العاسمي إلى أنه لا توجد صيغة واضحة حتى الآن فيما يتعلق بملف العدالة الانتقالية لكننا نتواصل مع المجتمع الدولي في حال استقرت الأمور، لافتا إلى أنهم سيطالبون المحكمة الجنائية الدولية بأن تشرع في إجراءات المحاكمة أو إنشاء محكمة سورية داخلية تقوم بهذه المهمة.
وأضاف العاسمي أن من أولويات الحكومة الآن قضية الأمن والخدمات، وهو أمر يحتاج إلى مساعدات دولية ونحن في انتظار تجاوب الدول الصديقة أو المحتمل أن تكون صديقة في المستقبل.
ونفى العاسمي أن تكون لأي طائفة أو مكون أو فصيل سوري ولاءات خارجية، مشيرا إلى أنه يمكن أن تكون للبعض تحالفات خارجية، لكن الولاء الأوحد هو لسوريا، لافتا إلى أن كل الطوائف والمكونات كانت ضد بشار ونظامه، وظلمه الذي طال كل السوريين.
إلى ذلك، قال الدكتور عادل المشموشي المحلل الجيواستراتيجي والمتخصص في القانون ومكافحة الإرهاب، إن ما حدث في سوريا أشبه بزلزال سياسي، مشيرا إلى أن ذلك يضع كل القائمين على أمور البلاد في سوريا أمام تحديات كبرى على المستوى الداخلي والدولي.
وأشار المشموشي إلى أن على قادة الثورة أن يعوا أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وعدم الانسياق وراء محاولات تقسيم سوريا، لأن ذلك من شأنه إحداث تبعات كارثية على المنطقة كلها.
وأشار إلى أن ذلك يتطلب سحب الأسلحة من كل المكونات وتكوين أجهزة أمنية تابعة للدولة السورية، لأن استتباب الوضع الداخلي هو الأولوية الأهم في هذه المرحلة، تمهيدا لاستئناف المسار السياسي بما يتضمنه من إجراء انتخابات واختيار رئيس للبلاد.