وكانت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، أعلنت بعد اجتماع في الأردن مطلع الأسبوع وقوفها إلى جانب الشعب السوري، ودعم عملية انتقالية سلمية سياسية تشارك فيها كل القوى السورية .
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، الدكتور علي الأحمد، إن "سوريا كانت تاريخيا أحد المؤسسين لجامعة الدول العربية، وأحد أكبر أخطاء الحكم السابق هي أنه خرج عن محيطة العربي، وأي منظومة حكم لا تراعي هذه الأساسيات على المستوى الثقافي والتاريخي سترتكب معصية كبيرة" متوقعا أن "تعود سوريا في قادم الأيام إلى محيطها العربي، وسيكون التأثير التركي حاضرا بقوة لكنه لا يتناقض مع التأثير العربي".
وأوضح الخبير أن "مشروع الأمير، محمد بن سلمان، لرؤية المملكة 2030 والتنمية الاقتصادية لهذا المشروع، يتطلب بالضرورة منطقة بيئتها الاستثمارية حاضرة خاصة فيما يتعلق بالقضايا اللوجستية، وهذا لن يكون ممكنا بدون استقرار سوريا التي تضم طرق الإمداد والممرات، وهو ما تدركه السعودية والأمارات وقطر".
وتوقع الخبير أن تكون "اليد التركية هي العليا في سوريا، لكن ليس من مصلحة أنقرة التناقض مع الجانب العربي حيث تمثل سوريا جسرا لعلاقاتها مع العالم العربي بحكم ديكتاتورية الجغرافيا" مشيرا إلى أن "تصريحات ترامب أيضا تشير إلى أن واشنطن معنية بالتهدئة في المنطقة، ومن الواضح في سوريا أن ما حدث متعلق بالقرار الدولي أكثر من كونه سيطرة عسكرية، وهو مايؤكده عدم وجود حضور عسكري كبير أوعديد كثير على الأرض، ولهذا فإن هيبة القرار الدولي والتفاهم الايراني التركي الروسي الأمريكي هي التي ستحفاظ على الأمن".
واعتبر أستاذ العلوم السياسية، الدكتور علي الهيل أنه "ليس من حق جامعة الدول العربية أو أي أحد فرض وصايته على الشعب السوري فأين كانت جامعة الدول عندما كان نظام الأسد قائما" مشيرا إلى أن "من حق قطر وتركيا وحدهما التحدث عن سوريا الآن فهما من دعمتا ثورة الشعب السوري منذ 2011".
وأكد الخبير أن "قطر تعتبر أن إعادة فتح سفارتها مهم لأن قطر منذ الوهلة الأولى تدعم الكفاح المسلح السوري ضد نظام الأسد، وقد قدمت 137 مليار دولار لفصائل الثورة وقد أتى هذا الدعم أكله".
وحول عودة المعارضة من الخارج قال الهيل إن "الإدارة السورية الجديدة وجهت نداءا لجميع السوريين في أصقاع العالم للعودة من أجل بناء سوريا الجديدة" مشيرا إلى أن "مشاريع إعمار سوريا ستبدأ بمشاركة تركيا وقطر، ويدور حديث عن أن قطر ستمنح 100 دولار شهريا لكل طفل سوري إلى أن يبلغ الثامنة عشر" مؤكدا أن "التعاون القطري مع سوريا قائم على الاحترام".
==============
إعداد وتقديم: جيهان لطفي