القاهرة- سبوتنيك. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: "دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل بعد سقوط قذيفة أطلقت من اليمن".
وفي بيان لاحق، أوضح الجيش أنه "بعد سماع صفارات الإنذار قبل قليل في مناطق القدس والبحر الميت، اعترض سلاح الجو الإسرائيلي صاروخًا أطلق من اليمن قبل أن يخترق الأراضي الإسرائيلية، تم تفعيل صفارات الإنذار وفقًا للبروتوكول".
وفي وقت سابق، قصفت مقاتلات إسرائيلية مطار صنعاء الدولي وقاعدة الدليمي الجوية شمال صنعاء، كما قصفت محطة كهرباء جنوب العاصمة اليمنية ومنشآت في محافظة الحديدة غربي البلاد. وأسفرت الغارات عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 40 آخرين.
وكرد عن ذلك، أطلقت "أنصار الله" (الحوثيين) صاروخا فرط صوتي على مطار بن غوريون في تل أبيب، وطائرات مسيرة على أهداف في تل أبيب، إضافة إلى مهاجمتها سفينة كانت تبحر في اتجاه ميناء إسرائيل في بحر العرب.
ويأتي القصف الجوي عشية إعلان "أنصار الله"، مهاجمة مطار بن غوريون في منطقة تل أبيب وسط إسرائيل بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع (فلسطين 2)، وشن هجوم بطائرة مُسيرة على هدف وصفته الجماعة بـ "الحيوي" في المنطقة ذاتها، واستهداف سفينة تجارية في البحر العربي شرق جزيرة سقطرى اليمنية بعدد من الطائرات المُسيرة.
وجاءت الغارتان الجويتان غداة تنفيذ إسرائيل، سلسلة غارات على مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية في محيطه ومحطة لتوليد الكهرباء في الضواحي الجنوبية لصنعاء، وكذا ميناءي الحديدة (غرب اليمن) ورأس عيسى النفطي (شمال غربي مدينة الحديدة) ومحطة توليد للكهرباء شمال مدينة الحديدة، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 40 آخرين، حسب إعلام جماعة "أنصار الله".
ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت "أنصار الله"، شن هجوم بطائرتين مُسيرتين على هدف وصفته بـ "الحيوي والحساس" في تل أبيب وسط إسرائيل، والمنطقة الصناعية في عسقلان (جنوب)، هو الثالث خلال 24 ساعة، ضمن الهجمات التي تنفذها الجماعة على إسرائيل والسفن المرتبطة بها وبأمريكا وبريطانيا، منذ تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي.
سبق ذلك إعلان "أنصار الله"، مهاجمة هدفين عسكريين في تل أبيب وسط إسرائيل بصاروخين باليستيين فرط صوتيين نوع (فلسطين2)، خلال عمليتين منفصلتين.
وكان زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، قد كشف، يوم الخميس قبل الماضي، أن قوات الجماعة أطلقت منذ تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، 1147 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مُسيرة باتجاه إسرائيل إسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدفت 211 سفينة مرتبطة بإسرائيل وأمريكا وبريطانيا.
وبدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في 12 كانون الثاني/يناير الماضي، تنفيذ هجوم واسع على مواقع "أنصار الله" في مدن يمنية عدة، على خلفية هجمات الجماعة في البحرين الأحمر والعربي، قبل أن توسع الجماعة دائرة الاستهداف ليشمل السفن الأمريكية والبريطانية ردًا على الغارات الجوية.
وبين الحين والآخر تؤكد جماعة "أنصار الله" أنها جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران وسوريا و"حزب الله" اللبناني والفصائل الفلسطينية، مبديةً استعدادها للمشاركة في القتال إلى جانبها.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي للعام العاشر تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب تقارير الأمم المتحدة.