راديو

هل تصبح سوريا ساحة مواجهة بين تركيا وإسرائيل؟

وصف وزير خارجية إسرائيل، جدعون ساعر الإدارة الجديدة لسوريا بأنها "عصابة إرهابية كانت في إدلب وسيطرت على العاصمة دمشق" وجاء ذلك في تصريحات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية.
Sputnik
وقال ساعر إن "العالم يريد أن يراهم كحكومة جديدة ومستقرة لأن الدول تريد إعادة اللاجئين الموجودين على أراضيها إلى سوريا".
في سياق متصل حذرت أوساط إسرائيلية مختلفة مما أسمته الدور التركي "الخطير" المتوقع في سوريا من خلال قيادة "محور للإخوان المسلمين" بالتعاون مع قطر، بما يهدد "المصالح الإسرائيلية".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال المحلل السياسي،ماجد حبو إن الصراع التركي الإسرائيلي على الساحة السورية "ليس وليد سلطة الأمر الواقع، لأن سوريا كانت ساحة تجاذبات دولية منذ انتصار الثورة الإيرانية وحتى قبل صعود العدالة والتنمية في تركيا"، مشيرا إلى أن "الشرق الأوسط يضم أربع قوى إقليمية رئيسية هي إسرائيل وتركيا وإيران والسعودية بعد تراجع الدور الإقليمي لسوريا ومصر والعراق كقوى إقليمية، وهذه القوى تتنازع بتفاوت منسوب القوي لكن كان الكعب العالي دائما لإسرائيل بدعم أمريكي".

وأوضح حبو أن "تقدم الدور التركي بعد سقوط الأسد حدث بشكل مباشر، وهناك اتفاقات بمستوى معين، ونزاع بمستوى معين بين الطموح التركي والإسرائيلي، وبالتأكيد هذا صراع قادم وسيكون مسألة حاسمة".
وتوقع أن يكون هناك أيضا "دور للسعودية باعتبارها إحدى القوى الإقليمية الموجودة، وستخفف من الدور التركي، معتبرا أن ما يحدث في سوريا هو تبادل أدوار أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية".

من جانبه، أكد خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل خبير أن"انهيار السلطة في سوريا بهذه الطريقة يؤكد وجود تفاهمات عالية المستوى بين إسرائيل وتركيا وأمريكا، لافتا إلى أن هذه الأيديولوجية للشرع التي استطاعت الإدارة التركية تغييرها والتعامل مع الجماعات المارقة وضمانها في اتفاقات أستانا ودعمها وتدريبها، فضلا عن المسار الذي دخلت به من حلب إلى دمشق، يؤكد على أن هذه التفاهمات التي أعلنتها إسرائيل كانت بتنسيق وبرعاية أمريكية ما يشير إلى أن هناك رؤية موحدة من تركيا وإسرائيل بشأن تغيير وجه الشرق الأوسط بالكامل".

وأوضح الجمل أن "هذه التوافقات جاءت طبقا للميثاق الملي العثماني الذي يعتبر أن هناك ستة دول عربية تابعة للدولة العثمانية، وأصبحت سوريا أولهم، قائلا أن هذا التنافس الإسرائيلي مع تركيا يسير حتى اللحظة في مسار توافقي بل أن إسرائيل استفادت منه للتمدد داخل سوريا".
وأشار الخبير إلى أن "الجغرافيا السورية أصبحت مقسمة بين تركيا في الشمال بما يهدد استقرار الأكراد وقوات قسد الموالية لأمريكا، وبالتالي تمركزت إسرائيل في هذه المنطقة وسيطرت على المعابر مع لبنان وأفقد الطرفان إيران فكرة وحدة الساحات وبدا الدور الإيراني يتراجع في المسألة السورية".
مناقشة