وبدأت المشكلة بعد انتشار مقطع فيديو لقيام "سيارة دعوة" بالدخول إلى حي الدويلعة في دمشق، وهي تبث الأناشيد الدينية بصوت مرتفع جدا في شوارع الحي مرددة عبر المكبرات عبارات تتضمن دعوات إلى الإسلام خصوصا بعد توقف السيارة أمام كنيسة مار إلياس، ما تسبب بانزعاج سكان الحي وطرد السيارة الغريبة من الشارع.
وقام أحد النشطاء ويدعى بدر الدين جحا، من دمشق، بالرد على المشهد بمقطع فيديو طريف، حاول أن يثبت من خلاله أن البلاد تمر بمرحلة "حرية" يمكن للجميع ممارستها، حيث قام بالتجول في سيارته مع تشغيل التراتيل المسيحية عبر مكبرات الصوت.
وقاد الشاب سيارته من دوار الأمويين وقال في بداية الفيديو: "هذه هدية إلى مسيحيي سوريا". وأضاف: "عندما يحق لمكون من مكونات الشعب السوري أي امتياز، فإنه بالضرورة يجب أن يحق لكل المكونات الأخرى"، منوها إلى أن "الكنيسة في أوروبا الكنسية تقوم بالطرق على الأبواب بهدف دعوة المواطنين، لكن الأقلية المسلمة في أوروبا تستطيع القيام بذلك أيضا".
لكن بعد يومين تماما، ظهر الشاب حجا في فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يطلب من المواطنين إنقاذه، بسبب وجود عناصر "ليسوا من الأمن العام" تريد إلقاء القبض عليه، وأنه لن يسلم نفسه لجهة مجهولة.
وأثار الفيديو الأخير لجحا جدلا واسعا، حيث اعتبر البعض أن الفيديو مجرد طريقة لكسب الشهرة وأنكر صحته، فيما أكد آخرون أن الشاب معرض لخطر كبير ويجب مساعدته.
ومنذ تسلم السلطات الجديدة إدارة البلاد، ظهرت في شوارع مدن سورية عدة "سيارات دعوية" تبث أناشيد دينية تتضمن دعوات للإسلام، حيث رصدت هذه السيارات في مدن مثل دمشق وحمص وطرطوس وغيرها.
وأثارت هذه السيارات غضب الشارع السوري، حيث لم يعتد المواطنون الذين عاشوا لمئات السنين جنبا إلى جنب على هذه الظاهرة الغريبة، بحسب النشطاء.