استهداف مستشفى "ناصر" يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة

استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة، بعد شهرين من إعلان وقف لإطلاق النار في القطاع، وكانت إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، قد توصلتا إلى اتفاق في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لوقف إطلاق النار، يتضمن 3 مراحل، وكان من المفترض أن يستمر بشكل دائم بمجرد الدخول في مرحلته الثانية.
Sputnik
وبعد عودة الحرب إلى قطاع غزة، يزداد الوضع تعقيدا بشكل متسارع، بعدما كانت الهدنة قد فتحت أبواب الأمل لنهاية الحرب ونهاية معاناة المواطنين المستمرة، وأدت لدمار كبير في المنظومة الصحية، إذ استهدف الجيش الإسرائيلي المستشفيات والمرافق الصحية، ومنع دخول إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية، وأدى الوضع الصحي الكارثي في القطاع إلى اضطراب في جميع الخدمات الصحية.
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
استهداف مستشفى "ناصر" يفاقم الأزمة الصحية
وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف مستشفى "ناصر"، أكبر مستشفى جنوبي قطاع غزة، ليقتل 5 أشخاص من بينهم عضو في المكتب السياسي لحركة حماس، وتسبب القصف في اندلاع حريق كبير في جناح الجراحة بالمستشفى.
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وقال الطبيب عاطف الحوت، مدير مشفى "ناصر" الطبي لوكالة "سبوتنيك"، إن "قسم الجراحة بالمشفى خرج عن الخدمة بشكل نهائي، وكما ترى القسم تعرض إلى استهداف مدمر، وأدى القصف الإسرائيلي على المشفى إلى اشتعال النيران، التي أثّرت على باقي أقسام المشفى".
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وأضاف الطبيب الفلسطيني: "35 مريضا بحاجة إلى عمليات جراحية تم نقلهم من قسم الجراحة المدمر إلى أقسام أخرى أو إلى مشافٍ ميدانية، ويواجه المشفى أزمة كبيرة، وتقريبا ما نسبته 50% من الحالات التي يستقبلها المشفى تحتاج إلى عمليات جراحية، خاصة مع التصعيد الإسرائيلي الأخير، ونحاول حاليا بجهود من داخل المشفى وبأقل الإمكانيات المتوفرة، لمحاول إعادة القسم أو جزء منه، في ظل الظروف الصحية الصعبة".
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن "الهجوم الإسرائيلي على مستشفى "ناصر" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، زاد من إجهاد نظام الرعاية الصحية بالقطاع".
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وأوضح غيبريسوس أن مستشفى "ناصر" هو أكبر مستشفى إحالة في جنوب غزة، وقد تم تدمير 35 سريرًا للمرضى، ما زاد من الضغط على نظام الرعاية الصحية، الذي كان يعاني بالفعل من الإصابات بسبب تجدد العنف.
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وقال الطبيب مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة والطبيب في مشفى "ناصر"، لـ"سبوتنيك": "بعد تدمير قسم الجراحة في المشفى، تم القيام بدمج قسم الجراحة للرجال مع قسم الجراحة للنساء، وكذلك تم وضع بعض الحالات في قسم العناية المكثفة، وتم نقل حالات إلى مشافٍ ميدانية، مما زاد من الضغط ومن تفاقم الأزمة التي يعاني منها القطاع الصحي، وهذا يؤثر على الخدمة المقدمة للمرضى والمصابين بشكل كبير".
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وأضاف: "نطالب العالم بوقف الحرب وعدم استهداف المراكز الصحية والطواقم الطبية، وإدخال الأدوية والمستلزمات الطبيبة والغذاء والوقود، وكل ما يحتاجه القطاع الصحي".
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وتشهد المنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر انهيارا كبيرا، حيث خرجت معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي، وخرجت غالبية المراكز الصحية في القطاع عن الخدمة، ووصفت العديد من المنظمات الإنسانية الوضع الصحي في القطاع بالكارثي.
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، في إفادة صحفية، إن "نحو 80% من المرضى يواجهون صعوبة في الحصول على الأدوية الضرورية لعلاجهم، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل يومي".
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وحذّر البرش من خطورة الوضع الصحي في القطاع، مشيرًا إلى أن "المستشفيات تعاني نقصا حادا في أبسط المقومات الأساسية اللازمة لتقديم الرعاية الطبية"، مؤكدًا أن "استمرار هذا الوضع يهدد بتحويل حياة المرضى إلى مأساة حقيقية مع كل لحظة تمر دون تدخل عاجل".
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وجدد الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، والتي بدأت بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع إلى 50,183 قتيلا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 113,828 آخرين.
استهداف مشفى ناصر الطبي يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
وفي 7 أكتوبر 2023، شنّ مقاتلون من حركة حماس الفلسطينية، هجوما على جنوبي إسرائيل، أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، وردًا على هجوم "حماس"، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة واستعادة الأسرى.
مناقشة