راديو

العراق في قلب التجاذب الأمريكي الإيراني... بينما يعيد ترتيب أوراقه الداخلية

العراق دائما في بؤرة الصراعات في المنطقة، بينما تتردد أخبار حول موافقة فصائل عراقية مسلحة عن استعدادها لتسليم السلاح، تظهر تقارير صحفية تشير إلى مزيد من التسليح الإيراني لفصائل موالية لها في العراق، هذا ما نناقشه في حلقة من برنامج "لقاء سبوتنيك" على أثير إذاعة "سبوتنيك".
Sputnik
كانت الأنباء الواردة من العراق تشير إلى أن المحادثات التي جرت بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والفصائل العراقية المسلحة أسفرت عن تقدم كبير وأبدت مجموعات هامة "ليونة" في تسليم سلاحها وهي "كتائب حزب الله، والنجباء، وكتائب سيد الشهداء، وأنصار الله الأوفياء"، حسب تقارير وكالات غربية.
في الوقت نفسه كشف تقرير صحافي بريطاني أن إيران نقلت صواريخ بعيدة المدى إلى القوات الموالية لها في العراق لأول مرة، ما زاد من وجودها العسكري في المنطقة، الأمر الذي يُعدُّ بمثابة تحدٍّ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد "بمحاسبة طهران على أفعال فصائلها المسلحة".
ومن المقرر أن تتجه إيران إلى أول مفاوضات رسمية بشأن برنامجها النووي مع الولايات المتحدة منذ أن ألغى ترامب الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما في عام 2018.

في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال النائب بالبرلمان العراقي حسين العامري: "الدولة العراقية الآن تنعم بالاستقرار الحكومي والتشريعي والأصوات التي تطالب بتأجيل الانتخابات هي أصوات بعيدة عما نراه نحن، فالدولة تشهد توافقا كبيرا بين القوى السياسية الفاعلة وهناك توافق على إجراء الانتخابات في وقتها المحدد بتشرين الأول أكتوبر".

أضاف العامري أن الفصائل العراقية الموجودة هي ضمن هيئة و مؤسسة عراقية متفق عليها وقانونية وتابعة للقائد العام للقوات المسلحة وهي هيئة الحشد الشعبي، وبعد 2014 الكل متفق على أن ينضوي تحت هذه الهيئة والكل ملتزم بما هو المصلحة الكبرى، والجميع متفق بأن قرارات القائد العام للقوات المسلحة لبناء الدولة ملزمة لكل الفصائل والمؤسسات العسكرية والأمنية وخصوصا في هيئة الحشد الشعبي.
وأكد العامري أن العلاقات الروسية العراقية تتمتع بتاريخ عميق طويل في المجال السياسي والأمني والاقتصادي بين البلدين وهو مبدأ واضح ورؤية نابعة من أهمية العمق الاستراتيجي بين البلدين، ويأمل العراق أن تستمر هذه العلاقات بما يعزز من تطورها والاستفادة من الخبرات والتجارب الروسية لا سيما ما يتعلق بالملف الأمني وتطوير الآلة العسكرية، والعراق يتمنى أن تتوسع هذه العلاقات وأن تتقدم أكثر في مجالات عدة.

من جانبه، قال أستاذ الفكر السياسي الدكتور طالب محمد إن هناك نقطتين مهمتين في هذا الشأن، وهذه النقاط تسبق ما نتحدث عنه بشأن الانتخابات التشريعية التي ستجرى في العراق، أولاً كان هناك قرار 159 للمحكمة الاتحادية في 2021 الصادر في 27 ديسمبر 2021، حيث دعت فيه المحكمة الاتحادية العليا إلى تعديل قانون انتخابات مجلس النواب رقم 9 لعام 2020 وطالبت بفرز يدوي بدلاً من الإلكتروني وحتى الآن لم يقدم أي قانون لمجلس النواب والنقطة الثانية، أن محمد شياع السوداني قد ظُلم عندما تسلم الحكومة العراقية، وكان مطلوب منه إجراء انتخابات مبكرة بعد عام واحد من تشكيل الحكومة أي في عام 2023 ومع مرور الوقت تراجعت فكرة إجراء انتخابات مبكرة وبرز التوجه نحو استمرار الحكومة حتى نهاية مدتها وهذه تعتبر مخالفة".

وأشار إلى أن هناك من قدم مسودة لتعديل قانون الانتخابات وهذه المسودة جيدة ولكن حتى اللحظة لا توجد أي جدية في استقبال هذا القانون، فهو مهم من حيث الشكل والمضمون حيث يتطرق إلى توحيد المحافظات العراقية كدوائر انتخابية ومنع التصويت المضاعف وتخصيص 30% من المقاعد للأفراد الذين يتجاوزون نسبة 1.5% من الأصوات مما يعطي فرصة للقوى الجديدة والمستقلة لكسر احتكار الأحزاب التقليدية.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...
مناقشة